Top Ad unit 728 × 90

أخبار المدونة

احاديث نبوية شريفة

شرح حديث / إنك تأتي قوما من أهل الكتاب

باب تحريم الظلم والأمر بردّ المظالم

شرح العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن بازشرح - حديث - إنك - تأتي - قومًا - من - أهل - الكتاب

شرح حديث / إنك تأتي قوما من أهل الكتاب



أحاديث رياض الصالحين: باب تحريم الظلم والأمر بردّ المظالم

 

٢١٣ - وعن معاذٍ -رضي اللَّه عنهُ- قَالَ: بعَثني رسولُ اللَّهِ إِلي اليَمن فَقَالَ: «إِنَّكَ تأْتي قَوْمًا منْ أَهْلِ الكِتَابِ، فَادْعُهُمْ إِلي شَهَادةِ أَنْ لا إِله إِلاَّ اللَّه، وأَنِّي رسولُ اللَّه، فَإِنْ هُمْ أَطاعُوا لِذلكَ، فَأَعْلِمهُم أَنَّ اللَّه تَعالى افْتَرَض عَلَيْهِمْ خمْسَ صَلواتٍ في كلِّ يَوْمٍ ولَيْلَةٍ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذلكَ، فأَعْلِمهُم أَنَّ اللَّه تَعالى افْتَرَض علَيْهِمْ صَدقة تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيائِهم فَتُردُّ عَلي فُقَرائِهم، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذلَكَ، فَإِيَّاكَ وكَرائِم أَمْوالِهم وَاتَّقِ دَعْوة َالمظْلُومِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهَا وبيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ» متفقٌ عَلَيهِ.

 

الشيخ:

الحمد لله، وصل الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

أما بعد:

فهذا الحديث يدل على عظم شأن الصلاة، وأنها عمود الإسلام، وأن من تركها كفر، فالواجب على أهل الإسلام رجالا ونساء أن يحافظوا عليها وأن يقيموها كما أمر الله سبحانه، بقوله سبحانه: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [النور: ٥٦]، وفي قوله سبحانه: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} [العنكبوت: ٤٥]، وفي قوله سبحانه: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: ٢٣٨] فالصلاة أمرها عظيم وشأنها كبير، من حفظها حفظ دينه ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع.

 

وتقدم ما ذكره نافع مولى ابن عمر قال: كان عمر -رضي الله عنه- يكتب إلى أمرائه إن أهم أمركم عندي الصلاة فمن حفظها حفظ دينه ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، وفي مسند أحمد بإسناد حسن عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- عن النبي أنه قال: «مَن حافَظَ عليها كانَتْ له نورًا وبُرْهانًا ونَجاةً يَومَ القيامةِ، ومَن لم يحافِظْ عليها لم يكُنْ له نورٌ ولا بُرْهانٌ ولا نَجاةٌ، وكان يَومَ القِيامةِ مع قارونَ وفِرْعونَ وهامانَ وأُبَيِّ بن خَلَفٍ» هذا وعيد عظيم يدل على كفر من ضيعها وتركها.

 

ويدل على ذلك أيضا قوله في حديث معاذ لما بعثه الرسول إلى اليمن قال له: «إنك تأتي قومًا من أهل الكتاب» يعني: من اليهود والنصارى عندهم بعض العلوم، يعني: فتهيأ لهم واستعد لتوجيههم وإرشادهم ودعوتهم «فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله» يعني: يدعوهم إلى توحيد الله وطاعة الرسول والإيمان به، وفي اللفظ الآخر: «فادعوهم إلى أن يوحدوا الله وأن يشهدوا أني رسول الله»، وفي اللفظ الآخر: «فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله».

 

«فإن أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة» هذا يدل على أن البداءة تكون بالتوحيد والإيمان بالرسالة قبل كل شيء، وأن على الدعاة كما فعل الرسل أن يبدؤوا بالتوحيد والإيمان بالرسول قبل كل شيء مع الكفرة، الكافر يدعى سواء كان يهوديًا أو نصرانيًا أو غيرهما يدعى أولًا لتوحيد الله وإخلاص العبادة لله وحده دون كل ما سواه، وهذا هو معنى شهادة لا إله إلا الله لأن معناها: لا معبود حق إلا الله، كما قال سبحانه: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ} [الحج: ٦٢]، وهكذا الدعوة إلى الإيمان بمحمد عليه الصلاة والسلام، والشهادة بأنه رسول الله لا بدّ من ذلك، فلا إسلام إلا بذلك.

 

ثم بعد الإقرار بالشهادتين والإيمان بهما يدعى القوم إلى الصلاة كما فعل معاذ بأمر النبي ، ثم الزكاة بعد الصلاة ثم قال: «فإن أطاعوك لذلك فاتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب» هذا يفيد أن الواجب على المؤمن وعلى الأمراء وعلى الدعاة أن يتحروا الحق والعدل في كل شيء ويحذروا الظلم فإن دعوة المظلوم مستجابة، فعلى الحاكم والأمير والداعي إلى الله وعلى كل مسلم أن يتقي الله، وأن يتحرى العدل في أموره كله والأمانة، وأن يحذر الجور والظلم أينما كان. والله الموفق.


الحمد لله رب العالمين

اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

شرح حديث / إنك تأتي قوما من أهل الكتاب Reviewed by احمد خليل on 2:45:00 ص Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.