شرح حديث / من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب
باب
المجاهدة
شرح العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
شرح
حديث / من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب
أحاديث
رياض الصالحين: باب المجاهدة
٩٦ - عن أبي هريرةَ
-رَضِّيَّ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ:
«إِنَّ اللَّه تَعَالَى قَالَ: منْ عادى لي وَلِيًّا.
فقدْ آذنتهُ بالْحرْب. وَمَا تقرَّبَ إِلَيَ عبْدِي بِشْيءٍ أَحبَّ إِلَيَ مِمَّا
افْتَرَضْت عليْهِ: وَمَا يَزالُ عَبْدِي يتقرَّبُ إِلي بالنَّوافِل حَتَّى
أُحِبَّه، فَإِذا أَحبَبْتُه كُنْتُ سمعهُ الَّذي يسْمعُ بِهِ، وبَصره الَّذِي
يُبصِرُ بِهِ، ويدَهُ الَّتي يَبْطِش بِهَا، ورِجلَهُ الَّتِي يمْشِي بِهَا،
وَإِنْ سأَلنِي أَعْطيْتَه، ولَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَّنه» رواه
البخاري.
(آذنته):
أعلمته بأني محارب له: (استعاذني) روي بالنون وبالباء.
الشيخ:
وفي
هذا الحديث الصحيح القدسي يقول الله جل وعلا: «من عادي لي وليًا فقد آذنته بالحرب»
الولي: المؤمن، المؤمنون هم أولياء الله، قال تعالى: {أَلَا
إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} [يونس: ٦٢-٦٣]، هؤلاء هم
أولياء الله والمؤمن ولي لله وحبيب لله، قال تعالى: {وَمَا
كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ} [الأنفال:
٣٤]،
فمن عاداهم فقد عادي الله، «من عادى لي وليًا فقد
آذنته بالحرب» يعني: أعلمته بالحرب أنه حرب لله.
«وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه»
أحب شيء إلى الله أن تتقرب إليه بما فرض عليك من أداء الفرائض وترك المحارم، هذا
أحب شيء إلى الله، وبعض الناس لجهلة يجتهد في النوافل ويضيع الفرائض هذا جهل كبير،
الواجب العناية بالفرائض وترك المحارم وإذا رزق بعد هذا خيرًا من النوافل خير إلى
خير، لكن أهم شيء التقرب بالفرائض، ولهذا يقول جل وعلا: «وما
تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه» من صلاة وصوم وحج وغير
ذلك، «ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه»
يعني: كمال الحب، «فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع
به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها» يعني:
يسدده ويكون سمعه وبصره وتحركاته في طاعة الله يوفقه.
«ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه» هذا من
ثواب الله له إذا استقام على طاعة الله وجاهد نفسه لله حفظ الله عليه جوارحه،
ويقول ﷺ عن الله جل وعلا: «إذا تقرب عبدي إلى شبرًا تقربت إليه ذراعًا، وإن تقرب إليّ
ذراعًا تقربت إليه باعًا، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة» والمعنى: أنه أسبق
بالخير لأوليائه وعباده متى سابقوا إلى الخيرات وسارعوا فالله خير منهم وأفضل
وأسرع وهو شيء يليق بالله لا يشابه خلقه فنثبت هذا لله على الوجه اللائق بالله
سبحانه من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف.
وفق
الله الجميع.
الحمد لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ
جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
ليست هناك تعليقات: