Top Ad unit 728 × 90

أخبار المدونة

احاديث نبوية شريفة

شرح حديث/ قل آمنت بالله

باب الاستقامة

شرح العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله

شرح – حديث – قل – آمنت - بالله
شرح حديث/ قل آمنت بالله

أحاديث رياض الصالحين: باب الاستقامة

 

 ٨٦- عَنِ أَبيْ عَمْرٍو، وَقِيْلَ، أَبيْ عمْرَةَ سُفْيَانَ بنِ عَبْدِ اللهِ -رضي الله عنه- قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُوْلَ اللهِ، قُلْ لِيْ فِي الإِسْلامِ قَوْلاً لاَ أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدَاً غَيْرَكَ؟ قَالَ: «قُلْ آمَنْتُ باللهِ، ثُمَّ استَقِمْ» رواة مسلم.

 

الشرح:

قوله: (قُلْ لِيْ فِي الإِسْلامِ قَوْلاً لاَ أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدَاً غَيْرَكَ) أي: قل لي قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك، فيكون فصلا وحاسما، ولا يحتاج إلى سؤال أحد، فقال له النبي : «قُلْ آمَنْتُ باللهِ، ثُمَّ استَقِمْ» فقوله عليه الصلاة والسلام «قل: آمنت» ليس المراد بذلك مجرد القول باللسان، فإن من الناس من يقول: آمنت بالله واليوم الآخر، وما هم بمؤمنين.

 

ولكن المراد بذلك قول القلب واللسان أيضا، أي: أن يقول الإنسان بلسانه، بعد أن يُقِرَّ ذلك في قلبه، ويعتقده اعتقادًا جازما لا شك فيه؛ لأنه لا يكفي الإيمان بالقلب، ولا الإيمان باللسان، لا بد من الإيمان بالقلب واللسان، ولهذا كان النبي عليه الصلاة والسلام، يقول وهو يدعو الناس إلى الإسلام، يقول: «يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا» فقال: «قولوا» أي: بألسنتكم. كما أنه لا بد من القول بالقلب. وقوله: «آمنْتُ بِالله» يشمل الإيمان بوجود الله عزَّ وجلَّ، وبِرُبُوبيته، وبألوهيته، وبأسمائه وبصفاته، وبأحكامه، وبأخباره، وكُلِّ ما يأتي من قبله -عز وجل- تؤمن به، فإذا آمنت بذلك فاستقم على دين الله، ولا تحد عنه لا يمينًا ولا شمالًا، لا تقصر ولا تزد.

 

استقم على الدين، واستقم على شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وذلك بالإخلاص لله عزَّ وجلَّ، والمتابعة لرسول الله ، واستقم على الصلاة، وعلى الزكاة، والصيام والحج، وعلى جميع شريعة الله. وقوله: «قُلْ: آمنْتُ بالله ثُمَّ» دليل على أن الاستقامة لا تكون إلا بعد الإيمان، وأن من شرط الأعمال الصالحة، أي: من شرط صحتها وقبولها أن تكون مبنيةً على الإيمان، فلو أن الإنسان عمل بظاهره على ما ينبغي، ولكنَّ باطنه خراب، وفي شك، أو في اضطراب، أو في إنكار وتكذيب، فإن ذلك لا ينفعه، ولهذا اتفق العلماء -رحمهم الله- على أنَّ من شروط صحَّة العبادة وقبولها، أن يكون الإنسان مؤمنا بالله، أي: معتَرِفا به، وبجميع ما جاء من قِبله تبارك وتعالى.

 

ويستفاد من هذا الحديث: أنه ينبغي للإنسان إذا قام بعمل أن يَشْعُر بأنه قام به لله، وأنه يقوم به بالله، وأنه يقوم به في الله؛ لأنه لا يستقيم على دين الله إلا بعد الإيمان بالله -عز وجل- فيشعرُ بأنه يقوم به لله، أي: مُخلصًا، وبالله، أي: مستعينًا، وفي الله، أي: متبعًا لشرعه، وهذه مُسْتَفَادة من قوله تبارك وتعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: ٥-٦] فالأول: قيام لله، والثاني: قيام به، والثالث: قيام فيه، أي: في شرعه، ولهذا نقول: إن المراد بالصراط المستقيم في الآية الكريمة، هو شرع الله -عزَّ وجلَّ- الموصلُ إليه. والله الموفق.


الحمد لله رب العالمين

اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

شرح حديث/ قل آمنت بالله Reviewed by احمد خليل on 1:19:00 ص Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.