Top Ad unit 728 × 90

أخبار المدونة

احاديث نبوية شريفة

شرح الحديث القدسي رجلان من امتى يقوم احداهما يعالج نفسه الى الطهور

شرح أبو عبد الرحمن عصام الدين الصبابطى
شرح -  الحديث - القدسي - رجلان - من - امتى - يقوم - احداهما - يعالج - نفسه - الى - الطهور
شرح الحديث القدسي رجلان من امتى يقوم احداهما يعالج نفسه الى الطهور

عن عقبة بن عامر الجهني - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله : " رجلان من أمتي: يقوم أحدهما بالليل يعالج نفسه إلى الطهور وعليه عقده، فيتوضأ، فإذا وضأ يديه انحلت عقدة، وإذا وضأ وجهه انحلت عقدة، وإذا مسح برأسه انحلت عقدة، وإذا وضأ رجليه انحلت عقدة، فيقول الله - عز وجل - للذين وراء الحجاب: انظروا إلى عبدي هذا، يعالج نفسه يسألني (1) ما سألني عبدي فهو له " (2) اخرجة احمد

شرح الحديث
فإسباغ الوضوء في البرد لا سيما في الليل يطلع الله عليه، ويرضى به، ويباهي به الملائكة، فاستحضار ذلك يهون ألم برد الماء، وفي المسند وصحيح ابن حبان عن عقبة بن عامر عن النبي قال: "رجلان من أمتي يقوم أحدهما من الليل يعالج نفسه إلى الطهور وعليه عُقد فيتوضأ، فإذا وضّأ يديه انحلت عقدة، وإذا وضأ وجهه انحلّت عقدة، وإذا مسح برأسه انحلّت عقدة، وإذا وضّأ رجليه انحلّت عُقدة، فيقول الرب عز وجل للذي وراء الحجاب: انظروا إلى عبدي هذا يعالج نفسه يسألني، ما سألني عبدي هذا فهو له..." وذكر بقية الحديث.

وروى عطية عن أبي سعيد عن النبي ("إن الله يضحك إلى ثلاثة نفر: رجل قام من جوف الليل فأحسن الطهور..." وذكر الحديث. وكان بعض السلف له ورد بالليل ففتر عنه، فهتف به هاتف: بعين الله في الليل لما يصنع خُدّامه، إذا قاموا وحثّتهم على الخدمة أحكامه.
الخامس: الاستغراق من أمر بمحبة هذه الطاعة، وأنه يرضى بها ويحبها كما قال تعالى ﴿إنَّ الله يُحِبُّ التَّوابينَ ويُحِبُّ المُتطهِّرينَ، فمن امتلأ قلبه من محبة الله عز وجل أحب ما يحبه وإن شق على النفس وتألمت به، كما يقال: المحبة تهوّن الأثقال. وقال بعض السلف في مرضه: أحبه إليّ أَحبه إليه؟ وكما قيل: "فما الجرح إذا أرضاكم ألم" وكما قيل أيضاً:
في حُبِّكم يهونُ ما قدْ ألقى
يسعدُ بالنعيمِ منْ لا يشـقـى
من خدم من يحب تلذذ بشقائه في خدمته. وقال بعضهم: القلب المحب لله يحب النصب له. وقال عبد الصمد: أوجد لهم في عذابه عذوبةً.
إسباغ الوضوء على المكاره من علامات المحبين كما في كتاب الزهد للإمام أحمد عن عطاء بن يسار قال: "قال موسى عليه السلام: يارب! من أهلك الذين هم أهلك، الذين تُظلهم في ظلّ عرشك!. قال: هم البرية أيديهم، الطاهرة قلوبهم، الذين يتحابون بجلالي، الذين إذا ذُكرت ذُكروا بي، وإذا ذكروا ذكرت بذكرهم، الذين يسبغون الوضوء في المكاره، وينيبون إلى ذكري كما تنيب النسور إلى أوكارها، ويكْلفون بحبي كما يكلف الصبي بحب الناس، ويغضبون لمحارمي إذا استحلت كما يغضب النمر إذا حُرِب".
وقد يخرق الله العادة لبعض المحبين له فلا يجد ألم برد الماء، كما كان بعض السلف قد دعا الله أن يهون عليه الطهور في الشتاء، فكان يؤتى بالماء وله بخار، وربما سُلب بعض الإحساس في الحر والبرد مطلقاً، وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه قد دعا له النبي أن يذهب الله عنه الحر والبرد، فكان يلبس في الصيف لباس الشتاء، وفي الشتاء لباس الصيف، وقال النبي فيه: "إنه يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله".


الحمد لله رب العالمين
 (1) أي: يهيئ نفسه للوقوف بين يدي في الصلاة لسؤالي.
(2) (حم) 17825 , (حب) 1052 , صحيح الترغيب والترهيب: 631 وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح.
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
شرح الحديث القدسي رجلان من امتى يقوم احداهما يعالج نفسه الى الطهور Reviewed by احمد خليل on 11:04:00 ص Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.