Top Ad unit 728 × 90

أخبار المدونة

احاديث نبوية شريفة

شرح حديث/ إن أعظم الجزاء مع عظم البلاء

أحاديث رياض الصالحين باب الصَّبر
شرح العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله
شرح - حديث - إن - أعظم - الجزاء - مع - عظم - البلاء
شرح حديث/ إن أعظم الجزاء مع عظم البلاء
أحاديث رياض الصالحين

باب الصبر الحديث رقم 44


عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله : (إذا أراد الله بعبده خيرا عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة).
وقال النبي : (إن أعظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي الله فَلهُ الرضى، ومن سخط فله السُّخط) رواه الترمذي وقال: حديث حسن.

الشرح
الأمور كلها بيد الله عز وجل وبإرادته، لأن الله تعالى يقول عن نفسه﴿ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ] البروج: 16[، ويقول:﴿ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ] الحج: 18[، فكل الأمور بيد الله.
والإنسان لا يخلو من خطأ ومعصية وتقصير في الواجب؛ فإذا أراد الله بعبده الخير عجَّل له العقوبة في الدنيا: إما بماله، أو بأهله، أو بنفسه، أو بأحد ممن يتصل به؛ لأن العقوبة تُكَفِّرُ السيئات، فإذا تعجَّلت العقوبة وكفَّر الله بها عن العبد، فإنه يوافي الله وليس عليه ذنب، قد طهَّرَته المصائب والبلايا، حتى إنه ليشدَّدُ على الإنسان موته لبقاء سيئة أو سيئتين عليه، حتى يخرج من الدنيا نقيا من الذنوب، وهذه نعمة؛ لأن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة.
لكن إذا أراد الله بعبده الشر أمهل له واستدرجه وأدرَّ عليه النعم ودفع عنه النقم حتى يبطر والعياذ بالله ويفرح فرحا مذموما بما أنعم الله به عليه، وحينئذ يلاقي ربه وهو مغمور بسيئاته فيعاقب بها في الآخرة، نسأل الله العافية. فإذا رأيت شخصا يبارز الله بالعصيان وقد وقاه الله البلاء وأدرَّ عليه النعم، فاعلم أن الله إنما أراد به شرًّا؛ لأن الله أخَّرَ عنه العقوبة حتى يوافى بها يوم القيامة.
ثم ذكر في هذا الحديث: (إن عظم الجزاء من عظم البلاء) يعنى أنه كلما عظُم البلاء عظم الجزاء. فالبلاء السهل له أجر يسير، والبلاء الشديد له أجر كبير، لأن الله عز وجل ذو فضل على الناس، إذا ابتلاهم بالشدائد أعطاهم عليها من الأجر الكبير، وإذا هانت المصائب هان الأجر.
(وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط).
وهذه أيضا بُشرى للمؤمن، إذا ابتُلي بالمصيبة فلا يظن أن الله سبحانه يُبغضه، بل قد يكون هذا من علامة محبة الله للعبد، يبتليه سبحانه بالمصائب، فإذا رضيَ الإنسان وصبر واحتسب فله الرضى، وإن سخط فله السخط.
وفي هذا حث على أن الإنسان يصبر على المصائب حتى يُكتب له الرضى من الله عز وجل. والله الموفق.

الحمد لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
شرح حديث/ إن أعظم الجزاء مع عظم البلاء Reviewed by احمد خليل on 10:16:00 م Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.