باب الدعاء إذا انقطعت السبل من كثرة المطر
فتح الباري شرح صحيح البخاري
ابن حجر العسقلاني - أحمد بن عليّ بن حجر العسقلاني
فتح الباري شرح صحيح البخاري: أَبْوَابُ
الِاسْتِسْقَاءِ، بَابُ: الدُّعَاءِ إِذَا تَقَطَّعَتِ السُّبُلُ مِنْ كَثْرَةِ
المَطَرِ.
١٠١٧- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، قَالَ:
حَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ شَرِيكِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَمِرٍ، عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكَتِ
المَوَاشِي، وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّه.َ فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَمُطِرُوا مِنْ جُمُعَةٍ إِلَى جُمُعَةٍ،
فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ،
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ تَهَدَّمَتِ البُيُوتُ وَتَقَطَّعَتِ السُّبُلُ،
وَهَلَكَتِ المَوَاشِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
«اللَّهُمَّ عَلَى رُءُوسِ الجِبَالِ وَالآكَامِ،
وَبُطُونِ الأَوْدِيَةِ، وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ»، فَانْجَابَتْ عَنِ
المَدِينَةِ انْجِيَابَ الثَّوْبِ.
الشرح:
قوله: (باب الدعاء إذا انقطعت السبل من
كثرة المطر) أورد فيه الحديث المذكور أيضا من طريق أخرى عن مالك، وقد تقدم ما
فيه. ومراده بقوله: "من كثرة المطر" أي وسائر ما ذكر في الحديث مما يشرع
الاستصحاء عند وجوده، وظاهره أن الدعاء بذلك متوقف على سبق السقيا،
وكلام الشافعي في الأم" يوافقه وزاد: أنه لا يسن الخروج للاستصحاء
ولا الصلاة ولا تحويل الرداء، بل يدعى بذلك في خطبة الجمعة أو في أعقاب الصلاة،
وفي هذا تعقب على من قال من الشافعية إنه ليس قول الدعاء المذكور في أثناء خطبة
الاستسقاء؛ لأنه لم ترد به السُنّة.
الْحمْد
لِلَّه ربِّ الْعالمين
اللَّهمَّ اِرْحم مَوْتَانا
مِن المسْلمين واجْمعْنَا بِهم فِي جَنَّات النَّعِيم
تَقبَل اَللَّه مِنَّا ومنْكم صَالِح الأعْمال
ليست هناك تعليقات: