Top Ad unit 728 × 90

أخبار المدونة

احاديث نبوية شريفة

باب تحريم المرور ببين يدي المصلي

لفضيلة الدكتور خالد بن عثمان السبت

باب – تحريم – المرور – ببين – يدي - المصلي

كتاب الأمور المنهي عنها: باب تحريم المرور بَيْنَ يَدَي المصَلّي

 

أحاديث رياض الصالحين: باب تحريم المرور بَيْنَ يَدَي المصَلّي.
١٧٦٧- عَنْ أَبي الجُهيْمِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الحَارِثِ بْنِ الصِّمَّةِ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «لَوْ يَعْلَمُ المَارُّ بَيْنَ يَدَيِ المُصَلِّي مَاذا عَلَيْهِ لَكَانَ أَنْ يَقِفَ أَرْبَعِينَ خَيْرًا لَهُ مِنْ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ» قَالَ الرَّاوي: لا أَدْرِي: قَالَ أَرْبَعِين يَومًا، أَو أَرْبَعِينَ شَهْرًا، أَوْ أَرْبَعِينَ سَنَةً. [١] متفقٌ عَلَيْهِ.

 

الشرح:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

ثم ذكر "باب تحريم المرور بين يدي المصلي".

وذكر فيه حديثًا واحدًا، وهو حديث أبي الجهيم: عبد الله بن الحارث بن الصمة الأنصاري رضي الله عنه، وهو ابن أخت أبي بن كعب رضي الله عنه، وهو من أهل بدر، قال: قال رسول الله : «لَوْ يَعْلَمُ المَارُّ بَيْنَ يَدَيِ المُصَلِّي مَاذا عَلَيْهِ لَكَانَ أَنْ يَقِفَ أَرْبَعِينَ خَيْرًا لَهُ مِنْ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ».

فقوله: «لَوْ يَعْلَمُ المَارُّ بَيْنَ يَدَيِ المُصَلِّي مَاذا عَلَيْهِ» هنا ما قال: "من الإثم مثلاً" ليذهب الذهن كل مذهب ماذا عليه؟ من ماذا؟ فيبدأ الذهن يذهب، ويتوقع أو يتصور ماذا يكون على هذا المار بين يدي المصلي؟ والمقصود بين يدي المصلي أن يمر بينه وبين السترة، وهو منفرد، أو إمام، أما المأموم يصلي خلف الإمام، ولا زال يتابع الإمام، فإنه لا إشكال بالمرور بين الصفوف، إنما المنع من المرور بين يدي الإمام، أو المنفرد، وإذا كان المأموم مسبوقًا، وصار يصلي لنفسه فيما سبق فيه، فإنه يكون في حكم المنفرد، ولا يجوز المرور بين يديه.

 

فلو كان المصلي لا يصلي إلى سترة، فإن ذلك يكون بمقدار ثلاثة أذرع، يعني: يقدر له ما بين موقفه في الصلاة، وما بين السترة؛ وذلك أن يكون بين موضع السجود وموضع السترة ممر شاة، فيكون هذا المقدر من موقفه في الصلاة، موضع القدمين إلى منتهى ثلاثة أذرع، هذا هو الذراع، قريب من نصف متر، ثلاثة أذرع يعني: متر ونصف تقريبًا، فيقدر هذا، فيمر من ورائه، فلا إشكال في هذا، فإذا مر فيما دونه، فإنه يكون قد مر بين يدي المصلي، وينطبق عليه مثل هذا: «لَوْ يَعْلَمُ المَارُّ بَيْنَ يَدَيِ المُصَلِّي مَاذا عَلَيْهِ لَكَانَ أَنْ يَقِفَ أَرْبَعِينَ» ومسألة المرور بين يدي المصلي فيها تفصيل معروف عند الفقهاء؛ وذلك أنه على أحوال:

فتارة يكون المار معذورًا، والمصلي معذورًا.

وتارة يكون المار معذورًا، والمصلي غير معذور.

وتارة يكون المار غير معذور، بخلاف المصلي.

وتارة يكون كلاهما غير معذور.

وتارة يكون كلاهما معذور.

 

فهذا على أحوال، فالذي يصلي مثلاً أمام الناس في الطواف، فالناس يطوفون وهذا مكان طواف، فيأتي ويصلي أمامهم، فمثل هذا يتوقف الطواف حتى ينتهي من صلاته؟ اقطع ولا حرج، هذا لا يتوقف، فالمار معذور، والمصلي غير معذور؛ لأنه صلى في مكان ليس له أن يصلي فيه، فيتحمل الوزر، والمار لا يتحمل الوزر، ومثل الذي يصلي بالأبواب، ويوجد أماكن، والناس سيخرجون، فيلحقهم الحرج بسبب ذلك، فإذا مروا بين يديه، فالوزر عليه، وأما هم فمعذورون؛ لأن هذا ليس موضع صلاة.

وأحيانًا يكون المصلي يصلي في مكان إلى سترة ليس في ممر الناس، ولا يلحقهم حرج، وبعيدًا عنهم، وتحرى المكان الذي لا يضيق عليهم فيه، فيأتي من يقطع عليه صلاته، ويمر بين يديه، فيكون هذا المار بين يديه ينطبق عليه هذا، وتارة يكون الكل معذورًا في أوقات الزحام الشديد في الحرم مثلاً، الناس في يوم اثنا عشر، كل الحرم يتحرك، ولم يجد هذا الإنسان مكانًا يصلي فيه، فتحرى وحاول أن يوجد مكان لا تقطع عليه الصلاة، ولكن لم يستطع، ففي هذه الحال يكون معذورًا في صلاته في ذلك المكان، ويكون المار بين يديه معذورًا، وتارة يكون كلاهما غير معذور.

 

على كل حال هنا قال: «لَكَانَ أَنْ يَقِفَ أَرْبَعِينَ خَيْرًا لَهُ مِنْ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ» قال الراوي: لا أدري أقال: أربعين يومًا، أو أربعين شهرًا، أو أربعين سنة، متفق عليه.

يعني: أن وقوفه هذا حتى لو كان أربعين يومًا، فهذا أمر صعب وشديد، إذا كان الإنسان يجلس الجلوس بعد الصلاة دقائق يسمع حديثًا، أو تعليقًا، أو فائدة لربما يشق عليه مشقة كبيرة، وهذا الإنسان الذي لم يحتمل الانتظار قليلاً، حتى لا يقطع على هذا صلاته، كيف يحتمل أن يقف أربعين يومًا، بل أربعين شهرًا، بل أربعين سنة؟! فهذا أعظم.

أسأل الله عزَّ وجلَّ، أن ينفعنا وإياكم بما سمعنا، ويجعلنا وإياكم هداة مهتدين.

والله أعلم.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه.

 

[١] صحيح البخاري: (٥١٠)، صحيح مسلم: (٥٠٧).


الْحمْد لِلَّه ربِّ الْعالمين

اللَّهمَّ اِرْحم مَوْتَانا مِن المسْلمين واجْمعْنَا بِهم فِي جَنَّات النَّعِيم

تَقبَل اَللَّه مِنَّا ومنْكم صَالِح الأعْمال

باب تحريم المرور ببين يدي المصلي Reviewed by احمد خليل on 11:34:00 ص Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.