باب من صلى بالناس وهو لا يريد إلا أن يعلمهم صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وسنته
فتح الباري شرح صحيح البخاري
ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
فتح الباري شرح صحيح البخاري: أَبْوَابُ
صَلاَةِ الجَمَاعَةِ وَالإِمَامَةِ بَابٌ: مَنْ صَلَّى بِالنَّاسِ وَهُوَ لاَ
يُرِيدُ إِلَّا أَنْ يُعَلِّمَهُمْ صَلاَةَ النَّبِيِّ ﷺ وَسُنَّتَهُ.
٦٧٧- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ
إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ
أَبِي قِلاَبَةَ، قَالَ: جَاءَنَا مَالِكُ بْنُ الحُوَيْرِثِ -فِي مَسْجِدِنَا
هَذَا- فَقَالَ: إِنِّي لَأُصَلِّي بِكُمْ وَمَا أُرِيدُ الصَّلاَةَ، أُصَلِّي
كَيْفَ رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ
يُصَلِّي، فَقُلْتُ لِأَبِي قِلاَبَةَ: كَيْفَ كَانَ يُصَلِّي؟ قَالَ: مِثْلَ
شَيْخِنَا هَذَا، قَالَ: وَكَانَ شَيْخًا يَجْلِسُ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ
السُّجُودِ، قَبْلَ أَنْ يَنْهَضَ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى.
الشرح:
قوله: (باب من صلى بالناس إلى آخره)
والحديث مطابق للترجمة وكأنه لم يجزم فيها بالحكم لما سنبينه.
قوله: (حدثنا وهيب) هو ابن خالد،
والإسناد كله بصريون.
قوله: (إني لأصلي بكم وما أريد الصلاة)
استشكل نفي هذه الإرادة لما يلزم عنها من وجود صلاة بغير قربة ومثلها لا يصح.
وأجيب: بأنه لم يرد نفي القربة، وإنما أراد بيان السبب الباعث له على الصلاة في
غير وقت صلاة معينة جماعة فكأنه قال ليس الباعث لي على هذا الفعل حضور صلاة معينة
من أداء أو إعادة أو غير ذلك، وإنما الباعث لي عليه قصد التعليم وكأنه كان تعين
عليه حينئذ؛ لأنه أحد من خوطب بقوله «صلوا كما رأيتموني أصلي» كما سيأتي، ورأى أن
التعليم بالفعل أوضح من القول ففيه دليل على جواز مثل ذلك وأنه ليس من باب التشريك
في العبادة.
قوله: (أصلي)، زاد في "باب كيف
يعتمد على الأرض" عن معلى عن وهيب "ولكني أريد أن أريكم".
قوله: (مثل شيخنا) هو عمرو بن سلمة كما
سيأتي في "باب اللبث بين السجدتين" وسياقه هناك أتم ونذكر فوائده هناك
إن شاء الله تعالى.
الحمد
لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن
المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
ليست هناك تعليقات: