باب النهي عن إظهار الشماتة بالمسلم
كتاب الأمور المنهي عنها: باب النهي عن إظهار الشماتة بالمسلم
شرح العلامة
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
باب النهي عن إظهار
الشماتة بالمسلم
أحاديث رياض
الصالحين: باب النهي عن إظهار
الشماتة بِالمُسْلِم
قَالَ الله
تَعَالَى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}
[الحجرات: ١٠]،
وقال تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ
تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي
الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ} [النور: ١٩].
١٥٨٥ - وعنْ وَاثِلهَ بنِ
الأسْقَعِ -رَضِّيَّ اللهُ عَنْهُ- قالَ: قَالَ رسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لا تُظْهِرِ
الشَّمَاتَة لأَخِيكَ فَيرْحمْهُ اللَّهُ وَيبتَلِيكَ» رواه الترمذي وقال:
حديث حسنٌ.
وفي
الباب حديثُ أَبي هريرةَ السابقُ في باب التَّجَسُّسِ: كُلُّ المُسْلِمِ على
المُسْلِمِ حرَامٌ الحديث.
أحاديث رياض الصالحين: باب تحريم
الطَّعْن في الأنساب الثابتة في ظاهر الشرع
قَالَ الله تَعَالَى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ
بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتانًا وَإِثْمًا مُبِينًا}
[الأحزاب: ٥٨].
١٥٨٦ -
وَعَنْ أَبي هُرَيْرَةَ -رَضِّيَّ اللهُ
عَنْهُ- قالَ: قَالَ رسُولُ اللَّه ﷺ: «اثْنَتَان في النَّاسِ هُمَا بِهِم كُفْرٌ: الطَّعْنُ فِي
النَّسَبِ، والنِّيَاحةُ عَلَى المَّيت» رواه مسلم.
الشيخ:
الحمد لله، وصل الله وسلم على رسول الله،
وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الآيات والأحاديث فيها بيان التحذير
من الشماتة بالإخوان، وأن ذلك خطر عظيم قد يفضي إلى أن يبتلى الشامت بما وصف به
غيره، والمؤمن أخو المؤمن يسره ما يسره ويحزنه ما يحزنه، فلا يليق به أن يشمت
بأخيه، يعني: يظهر الفرح بعيبه ونقصه، والشماتة بالإخوان، يعني: إظهار عيوبهم
ونقصهم فرحا بذلك وتلذذا بذلك. انتقام أو تبجح، فالحاصل أنه لا ينبغي على أي قصد
إظهار الشماتة بأخيك، بل يسأل الله له العافية سواء كانت شماتة بنقص في دينه أو
عيب في خلقه من عور أو عمى أو غير ذلك أو نقص في دينه من الفسق والمعاصي، بل ينصحه
يظهر الشماتة به.
ومن هذا الباب تحريم الغيبة والنميمة
والسخرية واللمز كلها من هذا الباب، والله يقول جل وعلا: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ}
[الحجرات: ١٠]
فالأخ يفرح لأخيه بالخير ولا يشمت به الأعداء ولا يظهر عيوبه، ويقول جل وعلا: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي
الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ}
[النور: ١٩].
وفي الحديث: «لا
تظهر الشماتة بأخيك فيرحمه الله ويبتليك»، وفي اللفظ الآخر: «فيعافيه الله ويبتليك» ولكن يدعو له بالعافية، يدعو
له بالستر إن كان مرضا، يدعو له بالعافية إن كان نقصا في دينه، يدعو له بالتوفيق
والهداية، وهكذا، ولا يشمت به الأعداء.
وهكذا الطعن في الأنساب تنقص أنساب الناس
عيبهم يضرهم ويؤذيهم ويسبب البغضاء والعداوة كونه يقول: أنهم كذا وأنهم كذا، يحط
من نسبهم هذا لا كرامة إلا بالتقوى، كونه يقول: أهل فلان قصابين نجارين حدادين كذا
يلتمس العيوب هذا غلط، الواجب الكف عن هذا {إِنَّ
أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتقَاكُمْ} [الحجرات: ١٣]، يقول جل
وعلا: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ
وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا
وَإِثْمًا مُبِينًا} [الأحزاب: ٥٨]، والطعن في
الأنساب إيذاء للمؤمنين إيذاء لهم فلا يجوز تعاطيه.
وهكذا الحديث الصحيح: «اثنتان في الناس
هما بهم كفر: الطعن في النسب، والنياحة على الميت» سماها من خصال الكفر، أما إذا
كان من باب البيان من باب آل فلان من قحطان من كذا من باب البيان لا من باب التنقص
والعيب، لكن يبين قبائلهم وجهاتهم وأنسابهم على سبيل البيان حتى يعلموا ويعرفوا
هذا لا بأس به، لكن على سبيل الطعن والتنقص هذا هو الممنوع، ومن هذا الباب قوله ﷺ: «أربع في أمتي من
أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء
بالنجوم، والنياحة على الميت» كل هذه من أعمال الجاهلية فالواجب الحذر منها.
وفق الله الجميع.
الحمد لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ
جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
ليست هناك تعليقات: