Top Ad unit 728 × 90

أخبار المدونة

احاديث نبوية شريفة

شرح حديث/ إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان اللّه تعالى

 كتاب الأمور المنهي عنها: باب تحريم الغيبة والأمر بحفظ اللسان

شرح العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

شرح - حديث – إن – العبد – ليتكلم – بالكلمة – من – رضوان – اللّه - تعالى

شرح حديث/ إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان اللّه تعالى


أحاديث رياض الصالحين: كتاب الأمور المنهي عنها: باب تحريم الغيبة والأمر بحفظ اللسان.

١٥٢٢ - وَعَنْ أَبي هُرَيْرَةَ -رضي اللَّه عَنْهُ- أَنَّهُ سَمِعَ النَّبيَّ يَقُولُ: «إنَّ الْعَبْد لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمةِ مَا يَتَبيَّنُ فيهَا يَزِلُّ بهَا إِلَى النَّارِ أبْعَدَ مِمَّا بيْنَ المشْرِقِ والمغْرِبِ». متفقٌ عليهِ.

ومعنى: «يَتَبَيَّنُ» يَتَفَكَّرُ أنَّهَا خَيْرٌ أمْ لا.

١٥٢٣ - وَعَنْ أَبي هُرَيْرَةَ -رضي اللَّه عَنْهُ- عن النبيّ قَالَ: «إنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ تَعَالى مَا يُلقِي لهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّه بهَا دَرَجاتٍ، وَإنَّ الْعبْدَ لَيَتَكلَّمُ بالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ تَعالى لا يُلْقي لهَا بَالًا يهِوي بهَا في جَهَنَّم» رواه البخاري.

١٥٢٤ - وعَنْ أبي عَبْدِ الرَّحمنِ بِلال بنِ الحارثِ المُزنيِّ -رضي اللَّه عَنْهُ- أنَّ رَسُولَ اللَّه قالَ: «إنَّ الرَّجُلَ ليَتَكَلَّمُ بالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوانِ اللَّهِ تَعالى مَا كَانَ يَظُنُّ أنْ تَبْلُغَ مَا بلَغَتْ يكْتُبُ اللَّه لَهُ بهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ يلْقَاهُ، وَإنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمةِ مِنْ سَخَطِ اللَّه مَا كَانَ يظُنُّ أنْ تَبْلُغَ مَا بلَغَتْ يكْتُبُ اللَّه لَهُ بهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ يلْقَاهُ».

رواهُ مالك في "المُوطَّإِ" والترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

١٥٢٥ - وعَنْ سُفْيان بنِ عبْدِ اللَّهِ -رضي اللَّه عنْهُ- قَال: قُلْتُ يَا رسُولَ اللَّهِ حَدِّثني بأمْرٍ أعْتَصِمُ بِهِ قالَ: «قُلْ ربِّي اللَّه، ثُمَّ اسْتَقِمْ» قُلْتُ: يَا رسُول اللَّهِ مَا أَخْوفُ مَا تَخَافُ عَلَيَّ؟ فَأَخَذَ بِلِسَانِ نَفْسِهِ، ثُمَّ قَال: «هَذَا».

رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.


الشيخ:

الحمد لله، وصل الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

أما بعد:

فهذه الأحاديث وما جاء في معناها كلها تدل على عظم خطر الكلام، وأن الإنسان على خطر من هذا اللسان، وأن الواجب عليه أن يصونه ويحفظه ويجتهد في ذلك لعله يسلم من شره لأن اللسان سريع الحركة، فإما بالخير وإما بالشر، فالواجب التثبت في أمره والحذر، فأنت ما دمت ساكتا فأنت على سلامة، وإذا تكلمت فإما لك وإما عليك.

 

وقد سبق قوله تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: ١٨]، وقوله سبحانه: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: ٣٦]، وقوله -جل وعلا-: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} [الحجرات: ١٢].

 

وفي هذا يقول : «إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله يكتب له بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب»، وفي اللفظ الآخر: «لا يلقي لها بالا يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه» فالواجب على المؤمن الحذر من شر هذا اللسان، وأن يحرص على استعماله في الخيرات وفيما يرضي الله -جل وعلا- حتى يحصل له بذلك الخيرات العظيمة والدرجات العالية فليحذر إطلاقه وعدم تقييده فإنه خطير جدًا.

 

فكم من كلمة أودت بصاحبها إلى الهلاك! فالواجب على كل مكلف أن يحذر شر لسانه وشر جوارحه فقد يلقيها على سبيل المزح، قد يلقيها على سبيل التساهل، ولكنها تهلكه، ويقول -عليه الصلاة والسلام- لسفيان بن عبد الله الثقفي لما سأله عن كلمة جامعة قال: «قل: آمنت بالله ثم استقم»، وفي اللفظ الآخر: «قل ربي الله ثم استقم»، قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك؟ قال: قل آمنت ثم استقم، ثم سأله ماذا تخاف على؟ قال: هذا وأشار إلى لسانه كف عليك هذا.

 

في حديث معاذ قال له الرسول : كف عليك هذا، قلت: يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: ثكلتك أمك وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال: على مناخرهم إلا حصائد السنتهم. كل من تذكر هذه الأحاديث وصارت على باله أوجبت له حفظ هذا اللسان وتقييده والا يتكلم إلا عن بصيرة وعن نظر وعناية، هذا هو الجهاد، الجهاد من جاهد نفسه {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت: ٦٩]، نسأل الله للجميع العافية والتوفيق.


الحمد لله رب العالمين

اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

شرح حديث/ إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان اللّه تعالى Reviewed by احمد خليل on 2:00:00 ص Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.