Top Ad unit 728 × 90

أخبار المدونة

احاديث نبوية شريفة

شرح حديث/ من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا

شرح العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

كتاب الفضائل: باب تأكيد وجوب الزكاة وبيان فضلها وما يتعلق بها

شرح - حديث - من - سره - أن - ينظر - إلى - رجل - من - أهل - الجنة - فلينظر - إلى - هذا

شرح حديث/ من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا


أحاديث رياض الصالحين: باب تأكيد وجوب الزكاة وبيان فضلها وما يتعلق بها.

١٢١٩- وعن أبي أيوب رضي الله عنه، أنَّ رَجُلًا قالَ للنبيِّ : أخْبِرْنِي بعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الجَنَّةَ، قالَ: «تَعْبُدُ اللَّهَ ولَا تُشْرِكُ به شيئًا، وتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وتُؤْتي الزَّكَاةَ، وتَصِلُ الرَّحِمَ» [١] متفق عليه.

١٢٢٠- وَعنْ أَبي هُرَيرَة رضي الله عنه، أَنَّ أَعرابِيًّا أَتى النَّبِيَّ  فَقَال: يَا رَسُول اللَّهِ دُلَّني عَلَى عمَل إِذا عمِلْتُهُ، دخَلْتُ الجنَّةَ. قَالَ: «تَعْبُدُ اللَّه وَلاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكاَة المَفْرُوضَةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ» قَالَ: وَالذي نَفْسِي بِيَدِهِ، لا أَزيدُ عَلى هَذَا. فَلَمَّا وَلَّى، قالَ النَّبِيُّ : «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلى هَذَا» [٢] مُتفقٌ عَلَيْهِ.

١٢٢١- وَعَنْ جَريرِ بنِ عبدِ اللَّهِ رضي الله عنه، قَالَ: بَايعْت النَّبِيَّ  عَلى إِقامِ الصَّلاةِ، وَإِيتاءِ الزَّكاةِ، والنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلمٍ. [٣] مُتفقٌ عَلَيهِ.

 

الشيخ:

الحمد لله، وصلّى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:

فهذه الأحاديث الثلاثة كلها تتعلق بالزكاة، وتقدم آيات وأحاديث في الزكاة، والزكاة ركن من أركان الإسلام الخمسة، وهي الركن الثالث من أركان الإسلام كما في قوله : «بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، وصَومِ رمضانَ، وحجِّ البيتِ» [٤]. فالواجب على أهل الإسلام أداؤها، كل من كان عنده مال يجب عليه أن يؤدي الزكاة على حسب الأنصبة الشرعية التي بينها الرسول -عليه الصلاة والسلام- وليس له التأخر عن ذلك أو البخل أو الشح، بل يجب أن يخرج الزكاة طيبة بها نفسه وأن يصرفها في أهلها رجاء ثواب الله وحذر عقاب الله تعالى، وقد جاء في ذلك نصوص كثيرة في الوعيد في حق من تساهل بها، وجاء الوعد العظيم والخير الكثير لمن أداها.

 

فمن ذلك حديث الأعرابي الذي سأل: يا رسول الله أخبرني بعمل أدخل به الجنة؟ قال: «تَعْبُدُ اللَّهَ ولَا تُشْرِكُ به شيئًا، وتُقِيمُ الصَّلَاةَ، وتُؤْتي الزَّكَاةَ، وتَصِلُ الرَّحِمَ»، وفي اللفظ الآخر علمه شرائع الإسلام قال: والذي بعثك بالحق لا أزيد ولا أنقص، فقال: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلى هَذَا»، وفي اللفظ السابق: «أفْلَحَ إنْ صَدَقَ» [٥]. فالإنسان إذا صدق في أداء فرائض الله وترك محارم الله فقد أفلح، والرسول  علمه الفرائض، ولعله ذلك الوقت لم يفرض الحج، سأله قبل فرض الحج، فإذا التزم الإنسان بشرائع الإسلام وابتعد عن مناهيه فقد أفلح وله الجنة، وإن انتقص شيئا مما أوجب الله عليه أو شيء مما حرم الله عليه على وجه لا يكفر به صار تحت مشيئة الله، إن شاء الله غفر له، وإن شاء عذبه على قدر انتقاصه مما أوجب الله عليه، كما قال سبحانه، في سورة النساء: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء: ٤٨، ١١٦]، في آيتين من هذه السورة بين سبحانه، أن الشرك لا يغفر، وأن من مات على ما دونه من المعاصي فهو تحت المشيئة، فالواجب على المكلف من الرجال والنساء الحذر، وأن يؤدوا فرائض الله عن إخلاص وصدق، وأن يبتعدوا عن محارم الله عن إخلاص وصدق، وأن يحذروا التساهل في ذلك.


وفي الحديث الاخر: حديث جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه، يقول: بَايعْت النَّبِيَّ  عَلى إِقامِ الصَّلاةِ، وَإِيتاءِ الزَّكاةِ، والنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلمٍ، فهذا يدل على عظم شأن الصلاة والزكاة، فهما الركنان العظيمان من أركان الإسلام بعد الشهادتين، ولهذا ذكرهما الله مع التوحيد في مواضع كثيرة، من حافظ عليهما مع التوحيد حافظ على ما سواهما؛ لأنهما أصول الإسلام الشهادتان والصلاة والزكاة، ولهذا قال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: ٥]، فهذا هو دين الملة القيمة، من استقام على الثلاث أدى ما سواها صام وحج، وأدى بقية أمور الإسلام؛ لأن إيمانه بهذه الثلاث يدعوه إلى تنفيذ ما آمن به من بقية أمور الدين وترك ما حرم الله تعالى، ومن هذا قوله سبحانه: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} [التوبة: ٥]، {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ} [التوبة: ١١]، {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [النور: ٥٦]، وهكذا النصح لكل مسلم، يجب على كل مسلم أن ينصح لإخوانه المسلمين أينما كانوا في بر أو بحر في شدة أو رخاء، يجب أن ينصح ولا يغش في معاملة ولا في شهادة ولا في غير ذلك، «المُسْلِمُ أخُو المُسْلِمِ» [٦]، ليس له أن يغشه، ولهذا بايع النبي  بايعه جرير، يعني: عاهده على أن ينصح لكل مسلم، ويقول : «الدِّينُ النَّصِيحَةُ، الدِّينُ النَّصِيحَةُ، الدِّينُ النَّصِيحَةُ» [٧]، يعني: المعاملة للمسلم في غاية النصح، في غاية الصدق والأمانة وعدم الغش، وهذا لازم لكل المسلمين ليس خاصا بأحد دون أحد، بل يجب على جميع المسلمين أن ينصحوا وألا يغشوا ولا يخونوا، عليهم أن ينفذوا أمر الله كما أوجب الله عليهم، وفق الله الجميع.

 

[١] صحيح البخاري: (١٣٩٦)، مسلم: (١٣).

[٢] صحيح البخاري: (١٣٩٧)، مسلم: (١٤).

[٣] صحيح البخاري: (٥٧)، مسلم: (٥٦).

[٤] صحيح البخاري: (٨)، مسلم: (١٦).

[٥] صحيح البخاري: (٤٦)، مسلم: (١١).

[٦] صحيح البخاري: (٢٤٤٢)، مسلم: (٢٥٨٠).

[٧] صحيح مسلم: (٥٥).


الْحمْد لِلَّه ربِّ الْعالمين

اللَّهمَّ اِرْحم مَوْتَانا مِن المسْلمين واجْمعْنَا بِهم فِي جَنَّات النَّعِيم

تَقبَل اَللَّه مِنَّا ومنْكم صَالِح الأعْمال

شرح حديث/ من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا Reviewed by احمد خليل on 2:20:00 ص Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.