شرح حديث/ كيف تصنع بلا إله إلاّ اللّه إذا جاءت يوم القيامة
شرح حديث/ كيف تصنع بلا إله
إلاّ اللّه إذا جاءت يوم القيامة
شرح
الحديث النبوي الشريف / أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم
أقالها
أحاديث رياض الصالحين
باب إجراء أحكام الناس على الظاهر الحديث رقم 398 - 399
398
- عن أسامة بن زيد، رضي اللّه عنهما، قال: بعثنا رسول اللّه ﷺ إلى الحرقة من جهينة، فصبّحنا القوم
على مياههم، ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلا منهم فلمّا غشيناه قال: لا إله إلاّ
اللّه، فكفّ عنه الأنصاريّ، وطعنته برمحي حتّى قتلته، فلمّا قدمنا المدينة، بلغ ذلك
النّبيّ ﷺ،
فقال لي: (يا أسامة أقتلته بعد ما قال: لا إله إلاّ
اللّه؟) قلت: يا رسول اللّه إنّما كان متعوّذا، فقال: (أقتلته بعد ما قال لا إله إلاّ اللّه؟) فما زال
يكرّرها علىّ حتّى تمنّيت أنّي لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم. متـفق عليه.
وفي
رواية: فقال رسول اللّه ﷺ:
(أقال: لا إله إلاّ اللّه وقتلته؟) قلت: يا
رسول اللّه، إنّما قالها خوفا من السّلاح، قال: (أفلا
شققت عن قلبه حتّى تعلم أقالها أم لا؟) فما زال يكرّرها حتّى تمنّيت أنّي
أسلمت يومئذ.
(الحرقة)
بضم الحاء المهملة وفتح الراء: بطن من جهينة القبيلة المعروفة، وقوله (متعوذا) أي
معتصما بها من القتل لا معتقدا لها.
399
- وعن جندب بن عبد اللّه، رضي اللّه عنه، أنّ رسول اللّه ﷺ بعث بعثا من المسلمين إلى قوم من
المشركين، وأنّهم التقوا، فكان رجل من المشركين إذا شاء أن يقصد إلى رجل من
المسلمين قصد له فقتله، وأنّ رجلا من المسلمين قصد غفلته، وكنّا نتحدّث أنّه أسامة
بن زيد فلمّا رفع عليه السّيف، قال: لا إله إلاّ اللّه، فقتله، فجاء البشير إلى
رسول اللّه ﷺ،
فسأله، وأخبره، حتّى أخبره خبر الرّجل كيف صنع، فدعاه فسأله، فقال: (لم قتلته؟) فقال: يا رسول اللّه أوجع في المسلمين،
وقتل فلانا وفلانا -وسمّى له نفرا -وإنّي حملت عليه، فلمّا رأى السّيف قال: لا إله
إلاّ اللّه. قال رسول اللّه ﷺ:
(أقتلته؟) قال: نعم، قال: (فكيف تصنع بلا إله إلاّ اللّه، إذا جاءت يوم القيامة؟)
قال يا رسول اللّه استغفر لي. قال: (وكيف تصنع بلا
إله إلاّ اللّه، إذا جاءت يوم القيامة؟) فجعل لا يزيد على أن يقول: (كيف تصنع بلا إله إلاّ اللّه إذا جاءت يوم القيامة)
رواه مسلم.
الشرح
الحمد
لله الذي لا إله إلا هو، لم يتخذ صاحبة ولا ولدًا، ولم يكن له شريك في الملك، ولم
يكن له ولي من الذل، وأكبره تكبيرًا، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، بلغ
الرسالة، وأدى الأمانة، ووعظ الأمة، فأثر فيها، وجاهد في الله حق جهاده، فصلوات
الله وسلامه عليه.
قصة
أسامة بن زيد وتأثره عندما قتل من نطق بالشهادتين.
وعندما
كان رسول الله ﷺ يعاتب أصحابه على الخطأ كانوا
يتأثرون من المعاتبة أشد التأثر، لدرجة عظيمة، عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما
قال: بعثنا رسول الله ﷺ في سرية فصبحنا
الحرقات من جهينة، قوم من الكفار، فأدركت رجلًا، فلما رفع أسامة عليه السيف قال:
لا إله إلا الله، فطعنته، أسامة يظن أن الرجل قال: لا إله إلا الله اتقاء السيف،
فقال: وماذا تنفع، فطعنه فقتله، فوقع في نفسي من ذلك، هذا الفرق أيها الإخوة بين
كثير من المسلمين اليوم وبين الصحابة، فوقع في نفسي من ذلك، كانوا إذا صار له أمر،
شك أنه خطأ يأتي فورًا، ويعاتب نفسه، إذا ظن أن في الأمر شيء، الناس اليوم تمر
عليهم أمور متأكد من تحريمها، ولا يحدث في نفسهم شيء مطلقًا، وقع في نفسه شيء،
ربما أنه أخطأ، ماذا يعمل؟ إلى المرجع مباشرة، ﴿فَاسْأَلُواْ
أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾]
سورة النحل:43[. فذكرته للنبي ﷺ،
فقال رسول الله ﷺ: (قال:
لا إله إلا الله وقتلته؟) قال: قلت: يا رسول الله إنما قالها خوفًا من
السلاح، قال: (أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها)
أم لا، أقالها خوف السلاح أم لشيء آخر، فما زال يكرر ذلك، وفي رواية قال رسول الله
ﷺ: (أقتلته؟)
قال: نعم، قال: (فكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت
يوم القيامة)، فيقول أسامة: يا رسول الله استغفر لي، قال: (فكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة)،
فيقول أسامة: يا رسول الله استغفر لي، فجعل لا يزيده على أن يقول: (فكيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة).
ماذا
حدث أيها الإخوة في هذا الموقف؟ لما عاتبه على خطئه وبخه توبيخًا شديدًا، وذكره
بالحساب، ماذا تمنى الصحابي، ماذا قال؟ ما هي الكلمات التي عبر بها عن الحرج
العظيم في نفسه؟ قال: فما زال يكررها حتى تمنيت أني أسلمت يومئذٍ، تمنيت أني ما
دخلت في الإسلام إلا بعد هذه الجريمة؛ لأن الإسلام يجب ما كان قبله، تمنيت أني ما
أسلمت إلا في ذلك اليوم؛ لأنه عظم عليه الإثم جدًا، اليوم كثير من المجرمين يفعلون
جرائم متعددة، وكبائر كبيرة جدًا، لو سمعوا وعظم ذلك عليهم وقرعوا على أفعالهم،
وأقيمت عليهم الأدلة على شناعة ما فعلوا، ماذا يحدث لديهم من التأثر؟ أي تأثر يحدث
في نفوسهم؟ فرق أيها الإخوة، هذه النفسيات اختلفت، الناس نفوسهم اختلفت تمامًا.
اللهم
يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، اللهم واجعلنا من أهل العزة والبصيرة، من
الذين يتأثرون إذا تليت عليهم آيات الله وتزيدهم إيمانًا، وأستغفر الله لي ولكم.
الحمد لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ
جَنّات النَعيمْ
تقبل
الله منا ومنكم صالح الأعمال
شرح حديث/ كيف تصنع بلا إله إلاّ اللّه إذا جاءت يوم القيامة
Reviewed by احمد خليل
on
1:42:00 ص
Rating:
ليست هناك تعليقات: