Top Ad unit 728 × 90

أخبار المدونة

احاديث نبوية شريفة

باب فضل ضعـفة المسلمين والفقراء

لفضيلة الدكتور خالد بن عثمان السبت

باب – فضل - ضعـفة – المسلمين - والفقراء

باب فضل ضعـفة المسلمين والفقراء

أحاديث رياض الصالحين: باب فضل ضعـفة المسلمين والفقراء والخاملين.

قال الله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَوةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ} [الكهف: ٢٨].


الـشـرح:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

فهذا باب جديد من الأبواب التي عقدها المصنف رحمه الله، في هذا الكتاب وهو باب فضل ضعفة المسلمين والفقراء والخاملين، وضعفة المسلمين يعني ممن لا شأن لهم، ولا عبرة بهم لدى الأقوياء والأغنياء، فهؤلاء الضعفة سواء كان ذلك لضعف بنيتهم وقوتهم، أو كان ذلك لضعف آخر كما ذكر المصنف رحمه الله، بعده قال: والفقراء والخاملين، أي: ممن لا ذكر له، يعني: أنه ليس له صيت ذائع، وليس له اسم في المجتمع -مثلاً- ومكانة ومنزلة.

 

قال الله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [الكهف: ٢٨].

الله عزَّ وجلَّ، يقول لنبيه معلماً له ما ينبغي له في قضية الصحبة: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ}، أي: احبس نفسك، {مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ}، وهم فقراء الصحابة رضي الله عنهم، من أهل الصُّفة، ومن غيرهم، الذين لم يكن لهم تجارة، ولم يكن لهم عمل، ولم يكن لهم اشتغال كما كان لأهل الأسواق، وإنما كانوا ينقطعون لذكر الله تبارك وتعالى، كما وصفهم الله عزَّ وجلَّ بقوله: {لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ} [البقرة: ٢٧٣].

 

يعني: أنهم كأنهم أغنياء؛ لأنهم لا يبدون الحاجة، {تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ} [البقرة: ٢٧٣]، لمَا يظهر عليهم من الشحوب، وآثار الضعف ورثاثة الثياب، وما أشبه هذا مما يعرفه المتفرس، إذا نظر في وجوههم عرف الحاجة في وجوههم، {لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} [البقرة: ٢٧٣] فهؤلاء من الفقراء، الله أمر نبيه بمجالستهم وألا يوجه وجهه إلى الأغنياء والكبراء، كما كان يدعوه كبراء قريش وأغنياء هؤلاء المشركين أن يطرد هؤلاء الذين كانوا يسمونهم بالنَّتْنى، يقولون: اطرد عنا هؤلاء النَّتْنى، لا يجالسونا في مجالسنا من أجل أن نأتي إليك وأن نسمع منك ما تقول، وأن نحضر مجلسك، وهكذا قالت الأقوام الكافرة قبل نبينا محمد كما طلب قوم نوح من نوح أن يطرد هؤلاء الضعفاء الفقراء من مجلسه، من أجل أن يحضر الكبراء والأغنياء، ولهذا رد عليهم: {وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ} [الشعراء: ١١٤].

 

وكانوا يقولون له: إنما يحضرون في مجلسك من أجل شيء يأكلونه، أو يحصلونه عندك، ولهذا قال: {وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الشعراء: ١١٢]، يعني: لست مسئولاً عنهم، وعن عملهم الذي يخفونه، إنما هؤلاء جاءوا في ظاهر الأمر من أجل سماع ذكر الله عزَّ وجلَّ، والانتفاع بما يسمعونه من نبيهم -عليه الصلاة والسلام.

يقول: {وَاصْبِر نَفْسكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [الكهف: ٢٨]، لا تلتفت إلى غيرهم من أهل الدنيا ممن يدعونك إلى مجالستهم.

هذا، وأسأل الله جَلَّ وَعَلاَ، أن ينفعنا وإياكم بما سمعنا، وأن يجعلنا وإياكم هداة مهتدين، وصلّى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه.


الْحمْد لِلَّه ربِّ الْعالمين

اللَّهمَّ اِرْحم مَوْتَانا مِن المسْلمين واجْمعْنَا بِهم فِي جَنَّات النَّعِيم

تَقبَل اَللَّه مِنَّا ومنْكم صَالِح الأعْمال

باب فضل ضعـفة المسلمين والفقراء Reviewed by احمد خليل on 10:04:00 ص Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.