شرح حديث/ مروه فليتكلم وليستظل وليقعد
باب
الاقتصاد في الطاعة
شرح
العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
شرح
حديث/ مروه فليتكلم وليستظل وليقعد
أحاديث رياض الصالحين: باب الاقْتصاد فِي
الطَّاعة.
١٥٦- وعنِ ابن عباس -رضي اللَّه عنهما-
قَالَ: بيْنما النَّبِيُّ ﷺ يَخْطُبُ إِذَا
هُوَ بِرجُلٍ قَائِمٍ، فسأَلَ عَنْهُ فَقَالُوا: أَبُو إِسْرائيلَ نَذَر أَنْ
يَقُومَ فِي الشَّمْس وَلا يقْعُدَ، وَلاَ يستَظِلَّ وَلاَ يتَكَلَّمَ، ويصومَ،
فَقالَ النَّبِيُّ ﷺ: «مُرُوهُ فَلْيَتَكَلَّمْ ولْيَستَظِلَّ وَلْيَقْعُدْ
ولْيُتِمَّ صوْمَهُ» رواه
البخاري.
الشرح:
حديث قِصَّة أَبِي إِسْرائيل أَنَّه كان
نذر أن يَقِف صائمًا فِي الشَّمْس ولَا يَجلِس ولَا يُفْطِر ولَا يَتَكلَّم،
تنطُّعًا وغلطًا مِنْه وجهْل، فَلمَّا بلغ اَلنبِي ﷺ
أَرشَده وَقَال: «مَروَة فَليُجلس ولْيسْتظلّ وليتم صَومُه ولْيتكلَّم» مَا هُو
بِعبادة كَونِه يُنْذِر أن يَسكُت، أو يُتْعِب نَفسَه فِي الشَّمْس، أو يَقِف إِلى
أنَّ تَغيُّب الشَّمْس، كُلُّ هذَا غلط، وَظُلم لِلنَّفْس، وتنطُّع؛ وَلِهذَا
أَبطِله اَلنبِي ﷺ وَقَال: «مَروَة فَليُجلس
ولْيسْتظلّ عن الشَّمْس، وليتكلَّم، وَليتِم صَومُه» وَبِهذَا يَعلَم أنَّ
التَّنَطُّع مَرفُوض، التَّنَطُّع فِي الدِّين قال الرَّسول ﷺ: «هلك المتنطِّعون»، فالْواجب هُو التَّمَسُّك
بِالشَّرْع، والسَّيْر على الشَّرْع مِن دُون اِبتِداع ولَا تَنطُّع ولَا تُكلِّف،
وَلكِن يَأتِي بِمَا تَيسَّر مِن النَّوافل مِن صِيَام وصدقَات وَصَلاة، لَكِن مِن
دُون تَكلَّف مع مُراعَاة حقِّ الجسد وحقِّ الأهْل وحقِّ الضَّيْف، ومراعاة السُنّة
فِي عدم اَلغُلو وَعدَم التَّنَطُّع. وَفْق اَللَّه اَلجمِيع.
الحمد
لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن
المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح
الأعمال
ليست هناك تعليقات: