باب الدعاء إذا كثر المطر حوالينا ولا علينا
فتح الباري شرح صحيح البخاري
ابن حجر العسقلاني - أحمد بن عليّ بن حجر العسقلاني
فتح الباري شرح صحيح البخاري: أَبْوَابُ
الِاسْتِسْقَاءِ، بَابُ الدُّعَاءِ إِذَا كَثُرَ المَطَرُ حَوَالَيْنَا وَلاَ
عَلَيْنَا.
١٠٢١- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي
بَكْرٍ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ
بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ
يَخْطُبُ يَوْمَ جُمُعَةٍ، فَقَامَ النَّاسُ فَصَاحُوا، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، قَحَطَ المَطَرُ، وَاحْمَرَّتِ الشَّجَرُ، وَهَلَكَتِ البَهَائِمُ،
فَادْعُ اللَّهَ يَسْقِينَا، فَقَالَ: «اللَّهُمَّ
اسْقِنَا» مَرَّتَيْنِ، وَايْمُ اللَّهِ، مَا نَرَى فِي السَّمَاءِ
قَزَعَةً مِنْ سَحَابٍ، فَنَشَأَتْ سَحَابَةٌ وَأَمْطَرَتْ، وَنَزَلَ عَنِ
المِنْبَرِ فَصَلَّى، فَلَمَّا انْصَرَفَ، لَمْ تَزَلْ تُمْطِرُ إِلَى الجُمُعَةِ
الَّتِي تَلِيهَا، فَلَمَّا قَامَ النَّبِيُّ ﷺ
يَخْطُبُ، صَاحُوا إِلَيْهِ تَهَدَّمَتِ البُيُوتُ، وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ،
فَادْعُ اللَّهَ يَحْبِسْهَا عَنَّا، فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ ﷺ، ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ
حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا» فَكَشَطَتْ المَدِينَةُ، فَجَعَلَتْ
تَمْطُرُ حَوْلَهَا وَلاَ تَمْطُرُ بِالْمَدِينَةِ قَطْرَةٌ، فَنَظَرْتُ إِلَى
المَدِينَةِ وَإِنَّهَا لَفِي مِثْلِ الإِكْلِيلِ.
الشرح:
قوله: (باب الدعاء إذا كثر المطر: حوالينا
ولا علينا) كان التقدير أن يقول: حوالينا، وتكلف له الكرماني إعرابا آخر،
وأورد فيه حديث أنس من طريق ثابت عنه، وقد تقدم الكلام عليه مستوفى،
إنما اختار لهذه الترجمة رواية ثابت لقوله فيها: وما
تمطر بالمدينة قطرة "لأن ذلك أبلغ في انكشاف المطر، وهذه اللفظة لم
تقع إلا في هذه الرواية، وقوله فيها: وانكشطت" كذا للأكثر، ولكريمة
"فكشطت" على البناء للمجهول.
الْحمْد
لِلَّه ربِّ الْعالمين
اللَّهمَّ اِرْحم مَوْتَانا
مِن المسْلمين واجْمعْنَا بِهم فِي جَنَّات النَّعِيم
تَقبَل اَللَّه مِنَّا ومنْكم صَالِح الأعْمال
ليست هناك تعليقات: