باب المؤذن الواحد يوم الجمعة
فتح الباري شرح صحيح البخاري
ابن حجر العسقلاني - أحمد بن عليّ بن حجر العسقلاني
فتح الباري شرح صحيح البخاري: كِتَابُ
الجُمُعَةِ، بَابُ المُؤَذِّنِ الوَاحِدِ يَوْمَ الجُمُعَةِ.
٩١٣- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ المَاجِشُونُ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّ الَّذِي زَادَ التَّأْذِينَ
الثَّالِثَ يَوْمَ الجُمُعَةِ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،
حِينَ كَثُرَ أَهْلُ المَدِينَةِ وَلَمْ يَكُنْ لِلنَّبِيِّ ﷺ مُؤَذِّنٌ غَيْرَ وَاحِدٍ، وَكَانَ التَّأْذِينُ
يَوْمَ الجُمُعَةِ حِينَ يَجْلِسُ الإِمَامُ. يَعْنِي عَلَى المِنْبَرِ.
الشرح:
قوله: (باب المؤذن الواحد يوم
الجمعة) أورد
فيه حديث السائب بن يزيد المذكور في الباب قبله وزاد فيه" ولم يكن للنبي ﷺ مؤذن غير واحد" ومثله للنسائي وأبي
داود من رواية صالح بن كيسان، ولأبي داود وابن خزيمة من
رواية ابن إسحاق كلاهما عن الزهري، وفي
مرسل مكحول المتقدم نحوه، وهو ظاهر في إرادة نفي تأذين اثنين معا،
والمراد أن الذي كان يؤذن هو الذي كان يقيم. قال الإسماعيلي لعل قوله
"مؤذن" يريد به التأذين فعبر عنه بلفظ المؤذن لدلالته عليه. انتهى.
وما أدرى ما الحامل له على هذا التأويل؟
فإن المؤذن الراتب هو بلال، وأما أبو محذورة وسعد القرظ فكان
كل منهما بمسجده الذي رتب فيه، وأما ابن أم مكتوم فلم يرد أنه كان يؤذن
إلا في الصبح كما تقدم في الأذان، فلعل الإسماعيلي استشعر إيراد أحد
هؤلاء فقال ما قال، ويمكن أن يكون المراد بقوله "مؤذن واحد" أي: في
الجمعة فلا ترد الصبح مثلا، وعرف بهذا الرد على ما ذكر ابن حبيب أنه ﷺ كان إذا رقي المنبر وجلس أذن المؤذنون وكانوا
ثلاثة واحد بعد واحد، فإذا فرغ الثالث قام فخطب، فإنه دعوى تحتاج لدليل، ولم
يرد ذلك صريحا من طريق متصلة يثبت مثلها، ثم وجدته في
مختصر البويطي عن الشافعي.
الْحمْد
لِلَّه ربِّ الْعالمين
اللَّهمَّ اِرْحم مَوْتَانا
مِن المسْلمين واجْمعْنَا بِهم فِي جَنَّات النَّعِيم
تَقبَل اَللَّه مِنَّا ومنْكم صَالِح الأعْمال
ليست هناك تعليقات: