باب لا يقيم الرجل أخاه يوم الجمعة ويقعد في مكانه
فتح الباري شرح صحيح البخاري
ابن حجر العسقلاني - أحمد بن عليّ بن حجر العسقلاني
فتح الباري شرح صحيح البخاري: كِتَابُ
الجُمُعَةِ، بَابٌ: لاَ يُقِيمُ الرَّجُلُ أَخَاهُ يَوْمَ الجُمُعَةِ وَيَقْعُدُ
فِي مَكَانِهِ.
٩١١- حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ هُوَ ابْنُ
سَلَّامٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ
جُرَيْجٍ، قَالَ: سَمِعْتُ نَافِعًا، يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا، يَقُولُ: «نَهَى النَّبِيُّ ﷺ
أَنْ يُقِيمَ الرَّجُلُ أَخَاهُ مِنْ مَقْعَدِهِ، وَيَجْلِسَ فِيهِ»، قُلْتُ
لِنَافِعٍ: الجُمُعَةَ؟ قَالَ: الجُمُعَةَ وَغَيْرَهَا.
الشرح:
قوله: (باب لا يقيم الرجل أخاه يوم
الجمعة ويقعد مكانه) هذه
الترجمة المقيدة بيوم الجمعة ورد فيها حديث صحيح لكنه ليس على شرط البخاري، أخرجه مسلم من
طريق أبي الزبير عن جابر بلفظ لا يقيمن أحدكم أخاه يوم
الجمعة ثم يخالف إلى مقعده فيه، ولكن يقول "تفسحوا" ويؤخذ منه أن
الذي يتخطى بعد الاستئذان خارج عن حكم الكراهة، وقوله في الحديث" لا يقيم الرجل
أخاه" لا
مفهوم له بل ذكر لمزيد التنفير عن ذلك لقبحه؛ لأنه إن فعله من جهة الكبر كان
قبيحا، وإن فعله من جهة الأثرة كان أقبح، وكأن البخاري اغتنى
عنه بعموم حديث ابن عمر المذكور في الباب، وبالعموم المذكور
احتج نافع حين سأله ابن جريج عن الجمعة، وسيأتي الكلام عليه
مستوفى في "كتاب الاستئذان" إن شاء الله تعالى. وقد تقدم بيان دخول هذه
الصورة في التفرقة التي قبلها، وشيخ البخاري فيه هو محمد بن
سلام كما وقع منسوبا في رواية أبى ذر.
الْحمْد
لِلَّه ربِّ الْعالمين
اللَّهمَّ اِرْحم مَوْتَانا
مِن المسْلمين واجْمعْنَا بِهم فِي جَنَّات النَّعِيم
تَقبَل اَللَّه مِنَّا ومنْكم صَالِح الأعْمال
ليست هناك تعليقات: