باب تحريم قوله لمسلم يا كافر
كتاب الأمور المنهي عنها: باب تحريم
قوله لمسلم يا كافر
شرح العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
أحاديث رياض الصالحين: باب تحريم قوله لمسلم: يا كافر.
١٧٤١-
عَنْ ابنِ
عُمَرَ -رَضِيَ
اَللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ ﷺ:
«إِذَا قَالَ اَلرَّجُلُ لِأَخِيهِ: يَا كَافِرٌ،
فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا، فَإِنْ كَانَ كَمَا قَالَ وَإِلَّا رَجَعَتْ عَلَيْهِ» متفقٌ عليه.
١٧٤٢-
وَعَنْ أَبِي ذَر -رَضِيَ اَللَّهُ
عَنْهُ- أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولُ اَللَّهِ ﷺ يَقُولَ: «مِنْ
دَعَا رَجُلاً بِالْكُفْرِ، أَوْ قَالَ: عَدُوّ اَللَّهِ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ
إِلَّا حَارَ عَلَيْهِ»
متفقٌ عليه.
«حَارَ»: رجع.
الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى
الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
لا يجوز للإنسان أن يقول لأخيه: "يا
كافر"، أو "يا عدو الله"، لا يجوز له أن يقول هذا الكلام؛ لأنه إذا
قال له: "يا كافر" وليس كذلك رجع إليه كلامه، أو قال: "يا عدو
الله"، أو "يا فاسق"، أو "يا خبيث" رجع إليه كلامه إذا
كان صاحبه ليس أهلا لذلك، ولهذا يقول ﷺ: إذا قال الرجل لأخيه:
يا كافر، فقد باء بها أحدهما، يعني: إن كان المقول له كافرا وإلا رجعت إلى القائل،
وهكذا قول: "يا عدو الله"، أو "يا كافر"، أو "يا
خبيث"، أو "يا فاسق"، أو "يا منافق"، لا يقول لأخيه ذلك؛
لأنه إذا قال له هذا الكلام وهو ليس أهلا لذلك رجع إليه، وصار هو الذي سب نفسه،
وهو الحقيق بهذا الوصف، لكن من كان كافرا يقال له: كافر، أما أن يسب أخاه إذا غضب
عليه ويقول: "يا كافر"، أو "يا عدو الله"، أو "يا
فاسق" من أجل غضبه عليه فهذا غلط ما يجوز، هذا السب يرجع إليه هو، ويكون هو
الجدير بهذا، وهو الآثم بهذا، نسأل الله العافية.
والواجب على المؤمن أن يتوقى شر اللسان،
فاللسان خطير، فالواجب على المسلم أن يتوقى شر لسانه ويحفظه، ولهذا يقول ﷺ: «من كان يؤمن بالله
واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت»، ويقول عليه الصلاة
والسلام: «إن
الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يتبين فيها -يعني: ما يتثبت فيها- يكتب الله
له بها سخطه إلى يوم يلقاه»،
وفي اللفظ الآخر: «إن
الرجل ليتكلم بالكلمة ما يلقي لها بالا -يعني: خبيثة- يزل بها في النار أبعد مما
بين المشرق والمغرب».
فالواجب توقِّي شرَّ اللسان، والحذر من
شرِّ اللسان، وفي حديث معاذ يقول النبي ﷺ: «وهل يكب الناس في النار
على وجوههم -أو قال: على مناخرهم- إلا حصائد ألسنتهم»، فاللسان خطير.
فالواجب الحذر، وأن تصونه إلا من الخير:
إما أن تقول خيرا، وإما أن تحفظ لسانك حتى لا تقع في الشر.
وفق الله الجميع.
الحمد
لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن
المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
ليست هناك تعليقات: