باب ليبلغ العلم الشاهد الغائب
فتح الباري لابن حجر شرح صحيح البخاري
باب ليبلغ العلم الشاهد الغائب
فتح الباري شرح صحيح البخاري: كِتَابُ
العِلْمِ بَابٌ: لِيُبَلِّغِ العِلْمَ الشَّاهِدُ الغَائِبَ قَالَهُ ابْنُ
عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
١٠٥ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ
بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ
مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، ذُكِرَ النَّبِيُّ ﷺ
قَالَ: «فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ -قَالَ مُحَمَّدٌ وَأَحْسِبُهُ قَالَ-
وَأَعْرَاضَكُمْ، عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي
شَهْرِكُمْ هَذَا، أَلاَ لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ الغَائِبَ».
وَكَانَ مُحَمَّدٌ يَقُولُ: صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ،
كَانَ ذَلِكَ «أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ» مَرَّتَيْنِ.
الشرح:
قوله:
(حدثنا حماد) هو ابن زيد.
قوله:
(عن محمد) هو ابن سيرين.
قوله:
(عن ابن أبي بكرة عن أبي بكرة) كذا للمستملي والكشميهني وسقط "عن ابن أبي
بكرة" للباقين فصار منقطعًا؛ لأن محمدًا لم يسمع من أبي بكرة، وفي رواية:
"عن محمد بن أبي بكرة" وهي خطأ وكأن (عن) سقطت منها وقد تقدم هذا الحديث
في أوائل (كتاب العلم) من طريق أخرى عن محمد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه
وهو الصواب وسيأتي بهذا السند في (تفسير سورة براءة) وفيه (عن ابن أبي بكرة) عند
الجميع ويأتي في (بدء الخلق) بإسقاطه عن بعضهم وسأنبه عليه هناك إن شاء الله
تعالى.
قوله:
(ذكر النبي ﷺ) فيه اختصار وقد قدمنا توجيهه هناك
وكأنه حدث بحديث ذكر فيه النبي ﷺ وشيئًا من كلامه ومن جملته.
قوله:
«فإن دماءكم» إلى آخره.
قوله:
(قال محمد) هو ابن سيرين.
قوله:
(أحسبه) كأنه شك في قوله: «وأعراضكم» أقالها ابن أبي بكرة أم لا وقد تقدم في أوائل
(العلم) الجزم بها وهي منصوبة بالعطف.
قوله:
«الا هل بلغت» هذا من قول النبي ﷺ وهو تكملة الحديث واعترض قوله:
(وكان محمد) إلى قوله: (كان ذلك) في أثناء الحديث هذا هو المعتمد فلا يلتفت إلى ما
عداه والعلم عند الله تعالى.
الحمد لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
ليست هناك تعليقات: