Top Ad unit 728 × 90

أخبار المدونة

احاديث نبوية شريفة

شرح حديث / لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس

كتاب الأمور المنهي عنها: باب تحريم الغيبة والأمر بحفظ اللسان

شرح العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

شرح – حديث – لما – عرج – بي – مررت – بقوم – لهم – أظفار – من - نحاس

شرح حديث / لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس


أحاديث رياض الصالحين: كتاب الأمور المنهي عنها: باب تحريم الغيبة والأمر بحفظ اللسان

 

١٥٣٢ - وعنْ أَبي بكْرةَ -رضي اللَّه عنْهُ- أنَّ رسُول اللَّه قَالَ في خُطْبتِهِ يوْم النَّحر بِمنًى في حجَّةِ الودَاعِ: «إنَّ دِماءَكُم، وأمْوالَكم وأعْراضَكُم حرامٌ عَلَيْكُم كَحُرْمة يومِكُم هَذَا، في شهرِكُمْ هَذَا، في بلَدِكُم هَذَا، الا هَلْ بلَّغْت» متفقٌ عَلَيهِ.

 

١٥٣٣ - وعنْ عائِشة -رضِي اللَّه عنْها- قَالَتْ: قُلْتُ للنبيّ حسْبُك مِنْ صفِيَّة كذَا وكَذَا قَال بعْضُ الرُّواةِ: تعْني قَصِيرةً، فقالَ: «لقَدْ قُلْتِ كَلِمةً لَوْ مُزجتّ بماءِ البحْر لمَزَجتْه»، قَالَتْ: وحكَيْتُ لَهُ إنْسَانًا فَقَالَ: «مَا أحِبُّ أنِّي حكَيْتُ إنْسانًا وأنَّ لِي كَذَا وَكَذَا» رواه أَبُو داود، والترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

ومعنى: «مزَجَتْهُ» خَالطته مُخَالَطة يَتغَيَّرُ بهَا طَعْمُهُ، أوْ رِيحُهُ لِشِدةِ نتنها وقبحها، وهَذا مِنْ أبلغَ الزَّواجِرِ عنِ الغِيبَةِ، قَال اللَّهُ تَعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: ٣].

 

١٥٣٤ - وَعَنْ أنَسٍ -رضي اللَّه عنهُ- قالَ: قَالَ رسُولُ اللَّهِ : «لمَّا عُرِجَ بي مررْتُ بِقَوْمٍ لهُمْ أظْفَارٌ مِن نُحاسٍ يَخمِشُونَ وجُوهَهُمُ وَصُدُورَهُم، فَقُلْتُ: منْ هؤلاءِ يَا جِبْرِيل؟ قَال: هؤلاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُوم النَّاسِ، ويَقَعُون في أعْراضِهمْ» رواهُ أَبُو داود.

 

١٥٣٥ - وعن أَبي هُريْرة -رضي اللَّه عنْهُ- أنَّ رسُول اللَّه قَالَ: «كُلُّ المُسلِمِ عَلي المُسْلِمِ حرَامٌ: دَمُهُ وعِرْضُهُ وَمَالُهُ» رواهُ مسلم.

 

الشيخ:

الحمد لله، وصل الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

أما بعد:

فهذه الأحاديث الأربعة وما قبلها كلها تدل على تحريم الغيبة وعظم خطرها وما يترتب عليها من الفساد والشحناء والعداوة والبغضاء، ولهذا قال سبحانه: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا} [الحجرات: ١٢]، وقال سبحانه: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: ٣٦] فالمؤمن على خطر عظيم من هذا اللسان فالواجب الحذر منه {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: ١٨].

 

وتقدم قوله : «من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة» ما بين لحييه يعني: اللسان، وما بين رجليه هو الفرج، من وقاه الله شر فرجه وشر لسانه فهو على خير عظيم.

 

وقد خطب النبي يوم النحر ويوم عرفة في حجة الوداع وقال للناس: «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا» فدل على شدة تحريم العرض وهو الغيبة، كما يحرم التعدي على المال والنفس فهكذا الأعراض يجب الحذر من الغيبة التي تسبب الشحناء والعداوة والفساد.

 

قالت عائشة -رضي الله عنها- للنبي : حسبك من صفية كذا وكذا في رواية تعني: أنها قصيرة، قال: «لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته» يعني: من خبثها، قال: «وما أحب أني حكيت إنسانا وأن لي كذا وكذا» يحكيه يعني: يذكر صفاته التي يكره، يحكيه يعني: أذكره بما يكره، فالواجب على المسلم أن يحذر الغيبة بكل أنواعها، بكل صفاتها لما فيها من الشر والفساد وإشاعة ما لا ينبغي والبغضاء بين الناس.

 

وهكذا قوله : «كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه» فالعرض هو الغيبة، فيجب الحذر من هتك أعراض الناس كما يحرم دمه وماله يحرم عرضه أيضًا.

 

كذلك حديث أنس يذكر فيه النبي أنه لما عرج به إلى السماء مر بأناس لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم فسأل عن ذلك فقيل له: إنهم الذين يقعون في أعراض الناس، يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم، أخبره جبرائيل بهذا، فهذا يفيد أنهم يعذبون بهذا الأمر -نسأل الله العافية- يعني: يعذبون بما صنعوا يخمشون وجوههم وصدورهم بأظفارهم، هذا نوع من التعذيب، فعلى المؤمن الحذر، وإذا سمع من يغتاب يرد عن عرضه كما تقدم من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة فإذا سمعت أخاك يتكلم في أعراض الناس قل: يا أخي اتق الله هذا لا يجوز، هذا من إنكار المنكر تقول له: اتق الله، دع أعراض الناس، دع الغيبة، هكذا النميمة، هكذا إذا رأيت منكرا أو سمعت منكرا تقول له: اتق الله يا فلان، هذا ما يجوز لأن الله يقول سبحانه: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} [التوبة: ٧١].

 

والنبي يقول: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان» والناس بخير ما تآمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر وتناصحوا، فإذا أهملوا أعرضوا فشت المنكرات وعمت العقوبات ولا حول ولا قوة إلا بالله، يقول النبي : «إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه» نسأل الله العافية والسلامة.


الحمد لله رب العالمين

اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

شرح حديث / لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس Reviewed by احمد خليل on 1:17:00 ص Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.