خطبة / استثمار الإجازة
لفضيلة
الدكتور محمد العريفي
خطبة / استثمار الإجازة
إن
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره. ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات
أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له جل عن الشبيه والمثيل والكفء والنظير وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
وصفيه وخليله وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه. أرسله ربه رحمة للعالمين وحجة على
العباد أجمعين فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين وأصحابه الغر الميامين،
ما اتصلت عين بنظر ووعت أذن بخبر وسلم تسليما كثيرا.
أما
بعد أيها الإخوة الكرام:
(نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ)،
هكذا قال سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم فإذا كان الإنسان صحيحا في
بدنه لا يشكوا من علة تشغله عن أن يستفيد من وقته أو أن يَتَكسب في تجارته أو أن
يتعلم علما، أو أن يوَرث مصحفا أو أن يدع في الأمة ميراثا، إذا كان الإنسان صحيحا
في بدنه ثم لم يكن مشغولا بولد مريض أو بطول اكتساب عيش، أو برعاية أم كفيفة أو
أبٍ معاق، قال: (نعمتان مغبون فيهما) يعني
مظلوم فيهما قد ظلم نفسه بهما ولم يستفد منها ولم يستثمرها، قال: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ)
فإذا اجتمعت الصحة ومعها الفراغ حوسب الإنسان بعد ذلك أشد مما يحاسب غيره.
وقد
أخبر النبي ﷺ عن
أحوال الناس يوم القيامة فقال صلوات ربي وسلامه عليه: (لا
تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع) ثم ذكر عليه الصلاة والسلام
هذه الأربع، فقال صلوات ربي وسلامه عليه: (عن عمره في
ما أفناه) لم يقل ﷺ "عن
علمه" لم يبدأ به ولم يبدأ بماله إنما بدأ بالعمر وذلك أن كل لحظة تمر عليك
من لحظاتك، وكل ساعة من ساعاتك هي خزانة تضع ما شئت فيها من الأعمال حتى لا تستطيع
فتحها إلى يوم القيامة، كما أخبر النبي ﷺ بذلك
في أحاديث كثيرة قال: (حتى يسأل عن أربع: عن عمره في
ما أفناه) أين قضيت نهارك؟ أين قضيت ليلك؟ متى استيقظت صباحا؟ متى ذهبت إلى
الصلاة؟ عمرك هذا الذي هو مجموع ساعاتك وأيامك، كما قال الحسن البصري رحمه الله
تعالى: "يا ابن آدم إنما أنت أيام كلما ذهب يوم ذهب بعضك"، كلما نقص من
عمرك يوم نقص بعضك. فإن الإنسان قد يكون الله تعالى قدر له أن يعيش مثلًا عشرة
آلاف يوم أو عشرين ألف يوم أو خمسين ألف يوم فهو كلما نقص يوم من عمره وأصبح في
الصباح، فقد نقص شيء من عمره يقربه إلى أجله عندها نبه عليه الصلاة والسلام هنا
فقال: (عن عمره في ما أفناه)، ثم علم عليه
الصلاة والسلام أن من العمر مراحل.
ربما
يكون الإنسان فيها أضعف من أن يستثمرها وهو يسأل عن عمره وهو في عمر الخمس سنين
والسبع سنين والعشر سنين لكن هذه الأعمار ربما لا يستطيع أن يستثمرها لو أراد ذلك
لا في تجارة ولا في طلب علم ولا في دعوة إلى الله، ولا في اختراع ولا في تطوير ذات
على صغر سنه لذلك أكد على مرحلة من مراحل العمر هي في الحقيقة قوة بين ضعفين قال:
(وعن شبابه في ما أبلاه) عن شبابه وقت شبابه
وقوة جسده وعنفوان نفسه وعنده جرأه وشجاعة وقدرات كيف قضاها؟
ولقد
أخبر الله تعالى عن مرحلة الشباب فوصفها الله جل وعلا بأنها قوة بين ضعفين فقال
الله جل وعلا:﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ
ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا
يَشَاءُ ﴾،
فمرحلة الشباب هي مرحلة قوة يسبقها ضعف ويلحقها ضعف، فركز النبي ﷺ هنا عليها فقال: (عن
عمره في ما أفناه) ثم قال: (وعن شبابه)
بعدما يسأل عن عمره كله يعاد فيركز عليه ويدقق عليه ويسأل عن دخوله وخروجه عن
استيقاظه ومنامه، عن المال الذي اكتسبه في شبابه، عن تعامله مع والديه، عن أصحابه
الذين صاحبهم في شبابه، كيف مضت ساعاتك لما كنت قويا في بصرك، قويا في سمعك، عندك
مال، عندك قوة في يدك وفي قدمك، عندك عقل، عندك فكر، عندك أجهزه تستطيع أن تتعامل
معها من جهاز جوال وحاسب آلي وما شابه ذلك. كيف أبليت شبابك مع هذه الفتن والشهوات
التي بين يديك؟ قال: (وعن شبابه في ما أبلاه).
ثم
قال عليه الصلاة والسلام: (وعن ماله من أين اكتسبه
وفي ما أنفقه) فلا يسأل فقط من أين اكتسب المال إنما يسأل أيضا كيف أنفقت
المال فلو قال اكتسبته من حلال فيسأل ففيما أنفقته؟ ولو كان اكتسبه من حرام لسئل
أيضا ففيما أنفقته؟ فقد يلحقه ذنب آخر إذا كان أنفقه في حرام وقد يكتفى بالذنب
الأول عليه ثم ختمها عليه الصلاة والسلام بقوله: (وعن
علمه ماذا عمل به) المعلومات التي أخذتها من الكتب التي قرأتها أو من الخطب
التي سمعتها أو من المحاضرات التي تلقيتها هذا العلم الذي كان ينبهك على استثمار
وقتك ينبهك على حفظ لسانك ينبهك أن يكون لك هدف واضح في حياتك تسعى إليه وتخطط له
هذا العلم الذي تعلمته لم يقل عليه الصلاة والسلام "وعن علمه كم مقداره"
ليست القضية على كثرة العلم يقول شيخ الإسلام رحمة الله ""رب من رجل لم
تزده كثرة الكتب إلا حيرة وضلالا" ليست القضية على مقدار ما تجمع من معلومات،
العلم النافع هو الذي يكون له تأثير في حياتك لذلك يقول هنا: (وعن علمه ماذا عمل به) عرفت معلومة تتعلق بصلاة
الضحى ماذا عملت بها؟
معلومة
تتعلق بفضل الصدقة ماذا عملت بها؟
معلومة
تتعلق بالإحسان إلى الناس بالدعوة إلى الله بحسن الخلق ماذا عملت بها؟
قال:
(وعن علمه ماذا عمل به).
أيها
المسلمون إن أعمارنا التي تمر علينا هي أقصر أعمار وُجدت على وجه الأرض كل الأمم
السابقة كانوا يعيشون أعمارا أطول منا ألم تر أن نوحا عليه السلام قال الله جل
وعلا عنه:﴿ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا
خَمْسِينَ عَامًا ﴾فهو لبث فقط فترة الدعوة في قومه لم يلبث طوال حياته كلا
بل فترة الدعوة في قومه كانت ألف سنة إلا خمسين عاما.
فكم
عاش قبلها، وكم عاش بعدها قل مثل ذلك في من اقترب من حياة نوح وممن كانوا قبلنا من
الأمم السابقة وكانوا أيضا أكثر منا أموالا وأولادا وأشد منا قوة وأعظم بأسا،
ألم
تر إلى بيوتهم كيف تنحت في صخر أصم في الجبال وتكون شاهقة الطول وأبواب عظام أي
بشر يستطيع أن يصنع ذلك من دون أن يستعين بآلات حديثه لكن الله تعالى أعطاهم من
البطش والقوة والطول وطول الأعمار ما لم يعطنا.
فقال
عليه الصلاة والسلام: (أعمار أمتي ما بين الستين
والسبعين) ثم قال صلوات ربي وسلامه عليه: (وأقلهم
من يجوز ذلك) يعني إذا كان مثلا عدد الموتى في الشهر مثلا يصلون في الرياض
إلى خمسة آلاف، فإن الذين جاوزوا السبعين منهم أقل ممن ماتوا قبل السبعين وممن
ماتوا قبل الستين فتجد أنه يقال كم عمر هذا الميت فيقال عمره تسع وخمسون سنة هذا
عمره واحد وستون سنة هذا عمره سبع وثلاثون، فتعجب إذا قيل أن هذا قد جاوز السبعين
والعجب أن الناس لا ينظرون إلى من مات دون الستين والسبعين وإنما ينظرون إذا
أرادوا أن يضربوا لأنفسهم مثلا بطول حياتهم نظروا إلى من جاوز السبعين والثمانين
والتسعين.
وغفل
عن جموع كبيرة ماتت دون ذلك، فنبه النبي ﷺ على
قصر أعمار الأمة بل نبه عليه الصلاة والسلام أيضا على أمر يختص بنا نحن دون صحابة
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عجبا
ألسنا نحن وهم من أمة واحدة؟ بلى.
ألسنا
نحن وهم مخاطبون بشرع واحد؟ بلى.
ألسنا
نحن وهم نصدق نبيا واحدا ونتبع كتابا واحدا؟ بلى.
إذن
ما الفرق بين أعمارنا وأعمارهم؟
قال:
(بين الستين والسبعين وأقلهم من يجوز ذلك) ثم
ذكر آخر الزمان في حديث آخر فقال عليه الصلاة والسلام لما ذكر آخر الزمان وما يقع
فيه قال: (ويتقارب الزمان) وفي رواية ذكر عليه
الصلاة والسلام: (أن السنة تكون كالشهر وأن الشهر
يكون كالجمعة وأن الجمعة تكون كاليوم) قال: (وأن
اليوم يكون كالساعة وأن الساعة تكون كاحتراق السعفة)، كما لو أخذت سعفة من
نخل ثم أشعلت فيها النار لوجدت أن النار تأكلها سريعا ربما لا تتجاوز الخمس دقائق
وتكون الساعة التي كانت ستين دقيقه تكون بمقدار هذه السرعة.
إذًا
نحن مع قصر أعْمَارِنا، أعْمَارُنا تمر علينا سريعا، وكم من شاب قال له صاحبه تعال
يا فلان نشترك في دورة علمية لحفظ القرآن الكريم في الصيف فقال:
كم
مقدارها؟
قال:
مقدارها شهران.
قال:
هذا كثير وأنا أريد ان أسافر وأسعد وأفعل.
ثم
لا يدرك بأن يطرف ببصره إلا وقيل والله مضت الشهران ويتصل به صاحبه ليحضر حفلهم أو
ربما ليزوره.
سبحان
الله انتهت الشهران؟
قال:
نعم انتهت.
فماذا
ربحت أنت في هذين الشهرين وما ربح هذا صاحب القرآن؟
ربح
صاحب القرآن أكواما وجموعا من الحسنات بكثرة تلاوته بحفظه للقرآن بتعرفه على أخيار
صالحين والثاني ربح ربما نوما كثيرا أو سهرا فظيعا أو ما شابه ذلك.
لذلك
أيها الأفاضل كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم حريصا على أن يستثمر كل لحظة تمر
من أيامه بل ذكر الله جل وعلا في القرآن حال أهل النار فوبخهم سبحانه وتعالى أنهم
لم يستثمرون أعمارهم.
العمر
مشروع لك في حياتك لا بدَّ أن تستثمره بحيث أنك تربح في الدنيا وتربح في الآخرة،
فقال الله جل وعلا موبخا أهل النار لما طلبوا الخروج منها:﴿ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي
كُنَّا نَعْمَلُ ﴾فقال الله جل وعلا لهم:﴿ أَوَلَمْ
نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ
فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ ﴾، فجعل الله تعالى مرور
أعمارهم حجة عليهم لماذا لم تستفيدوا منها؟
إذا
قلت اليوم مشغول إذن لماذا غدا أيضا لم تنشغل غدا أيضا مشغول وبعده أيضا مشغول قال:﴿
أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ
﴾
يحاسب
فيه الإنسان نفسه﴿ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ﴾جاءكم
الكتاب والسنة محذرا منذرا﴿ فَذُوقُوا فَمَا
لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ ﴾
أيها
الأحبة الكرام: إن عمر الإنسان لا يدري متى ينقطع عنه، سئل بعض الصحابة عن عمره
فقال: " والله ما أشبه العمر إلا بحبل ألقي إلى طرفه من وراء جدار فأنا أسحبه
ولا أدري متى ينقطع الحبل عني"
فلم
يقال لي أن الحبل طوله مائة متر أو مائتين متر، فأنا أسحب الحبل لا أدري متى
يفاجئني أن الحبل قطع عني، كذلك العمر والله لا يضمن الإنسان أن يخرج من هذه
الصلاة ولا أضمن والله أن أنتهي من هذه الخطبة حيا، ولا يضمن الإنسان إن صلى صلاة
الجمعة أن يصلي العصر فمادام أن المرء يعلم ذلك ويدرك أن عمره منقطع عنه فلماذا لا
يخلد لنفسه ذكرا حسنا، كما بين النبي ﷺ ذلك
لما أخبر أنه مما يتبع الإنسان بعد موته ذكر عليه الصلاة والسلام أشياء وذكر منها
قال: (أو بئرا حفره أو مصحفا ورثه أو بيتا لابن
السبيل بناه أو نخلا غرسه) وجعل يعدد أشياء تنفع الإنسان في حياته وتنفع
غيره وهي أيضا يستمر له نفعها حتى بعد وفاته.
أسأل
الله جل وعلا أن يعيننا على استثمار أعمارنا ويجعل ما نستقبل من أيام خيرا مما
نستدبر اللهم اجعل يومنا خيرا من أمسنا وغدنا خيرا من يومنا يا حي يا قيوم.
أقول
ما تسمعون وأستغفر الله الجليل العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه
إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة
الثانية
الحمد
لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا
شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله
وسلم وبارك عليه وعلى آله وإخوانه وخلانه ومن سار على نهجه واقتفى أثره واستن
بسنته إلى يوم الدين.
أما
بعد أيها الإخوة المؤمنون.
من
أراد فعلا أن يستثمر إجازته القادمة فعليه أن يقوم بأمور:
أولا:
أن يكون له هدف واضح يريد إنهاءه مع نهاية الإجازة. ما هو هدفك؟ قال هدفي أن أجمع
عشرة آلاف ريال. هدف حلال. أنت ما هو هدفك؟ هدفي أن أنتهي من حفظ عشرة أجزاء. _
وما هو هدفك؟ هدفي أن أنتهي من مراجعة القرآن الكريم كاملا. _ أنت ما هو هدفك؟ أن
أحفظ بلوغ المرام أو عمدة الأحكام في الحديث أو في الفقه.
هذا
هدف حسن.
تبقى
المسألة الثانية:
ماذا
خططت لأجل الوصول إلى هذا الهدف؟
[والأماني
مالم يقيموا عليها بينَاتٍ أصحابها أدعياء]
﴿
لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ
الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ ﴾الناس الذين نجحوا في حياتهم
وصاروا علماء أو مخترعين أو ما شابه ذلك لم تأتهم الأمور بالأماني والكلام إنما
عملوا حتى ظفروا.
فإذا
قلت له أنت تريد عشرة آلاف خلال شهرين أو ثلاثة أشهر ماذا فعلت ماذا خططت لتفعل
ذلك؟
قال:
والله فقط أمنية عندي.
نقول:
إذن هذه أماني الفارغين وهذه أحلام اليقظة، خطط لذلك.
فقال:
نعم أنا أخطط بأن أخرج كل صباح مثلا إلى سوق الخضار أو أخرج إلى السوق الفلاني
وأشتري كذا وأبيع كذا والآن يشاركني فلان واستأجرنا مكانا وسألنا الله تعالى
التوفيق
نقول:
هذا التخطيط الذي خططته وهذا الوضوح فيه حري بأن يجعلك تصيب هدفك أو أكثره.
أنت
ماذا فعلت لتحفظ القرآن؟
قال:
اشتركت في حلقة تحفيظ أو وضعت لنفسي برنامجا أو فعلت كذا.
فإذا
كان الإنسان مخططا لذلك والنبي ﷺ لم يُذكر عنه
أبدا أنه لما أراد أن يفعل شيئا فعله هكذا كيف ما اتفق كلا، فلما أراد أن يهاجر
خطط فذهب جنوبا اتفق مع من يدلهم المكان اتفقوا مع من يُخرج لهم الراحلتين ذهب
جنوبا يعلم أن قريشا سوف تتوجه شمالا جهة المدينة
لتبحث
عنه يلبث هناك ثلاثة أيام لأنه علم أن العرب جرت عادتهم أنهم يبحثون عن الرجل
ثلاثة أيام ثم ييأسون، هذا تخطيط، أول ما وصل إلى المدينة عليه الصلاة والسلام
يقول أنس قال لنا النبي ﷺ: (أحصوا لي من يلفظ بالإسلام) إحصاء عدّوا لي كم واحد
في الإسلام قال "فأحصينا" كيف أحصوهم؟
لهم
طريقة وتخطيط ولعل بعضهم قال أنت يا فلان مسؤول عن العائلة الفلانية، عد كم فيها
من مسلمين وأنت يا فلان مسؤول عن كذا يقول أنس فأحصيناهم، فإذا هم ألف وخمس مائة
رجل أو قال ما بين رجل وامرأة، فقدرته عليه الصلاة والسلام على أن يعلمنا مثل ذلك
حري بنا أن نتبعه فيه، قل مثل ذلك في العلماء الذين جاءوا من بعد رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم وصار لهم تأثير في الأمه كل هؤلاء لهم تخطيط واضح لا تمر
عليهم ساعة سدى.
أسأل
الله سبحانه وتعالى أن ينفعني وإياكم بما سمعنا أسأل الله جل وعلا أن ينفعني
وإياكم بما سمعنا ويستعملنا جميعا في طاعته.
اللهم
صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد
وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، سبحان ربك رب
العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
الحمد لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ
جَنّات النَعيمْ
تقبل
الله منا ومنكم صالح الأعمال
خطبة / استثمار الإجازة
Reviewed by احمد خليل
on
1:36:00 م
Rating:
ليست هناك تعليقات: