شرح حديث/ أي الإسلام خير
كتاب
السلام: باب فضل السلام والأمر بإفشائه
لفضيلة
الدكتور خالد بن عثمان السبت
شرح حديث/ أي الإسلام خير
أحاديث رياض الصالحين: باب فضل السلام
والأمر بإفشائه.
٨٤٩- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله
عنهما، أنَّ رَجُلًا سَألَ رسول الله ﷺ أيُّ
الإْسلام خَيْرٌ؟ قَالَ: «تُطْعم الطَّعَامَ،
وَتَقْرأُ السَّلام عَلَىَ مَنْ عَرِفَتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ» [١] مُتَّفَقٌ
عليه.
الشرح:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول
الله، أما بعد:
ففي باب فضل السلام والأمر بإفشائه أورد
المصنف -رحمه الله-:
حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله
عنهما، أنَّ رَجُلًا سَألَ رسول الله ﷺ أيُّ
الإْسلام خَيْرٌ؟ قَالَ: «تُطْعم الطَّعَامَ،
وَتَقْرأُ السَّلام عَلَىَ مَنْ عَرِفَتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ».
أي الإسلام خير؟ يعني: أفضل، يعني:
أي أعمال الإسلام وشرائع الإسلام أفضل؟ فقال ﷺ: «تطعم
الطعام «وذلك
لكثرة الحاجة إليه، ولضرورة النفوس إلى ذلك.
قال: «وتَقرأ السلام على من عرفت،
ومن لم تعرف» يعني:
وتلقي السلام على من عرفت، ومن لم تعرف، يقال: تَقرأ السلام، فلان يَقرأ عليك
السلام، هذا الصحيح، ولا يقال: فلان يُقرئك السلام، وإنما يقال: فلان يَقرأ
عليك السلام، بمعنى: يسلم عليك، وإنما يقال: فلان يُقرئك السلام، إذا كان ذلك
مكتوبًا، يريد منك أن تقرأه، وكثير من الناس يقولون: فلان يُقرئك، ويخطئون في هذا
المعنى.
يقول: «على من عرفت، ومن لم تعرف» يعني: أن السلام حق
للمسلمين، وليس السلام للمعرفة، وقد صح عن النبي ﷺ
في أشراط الساعة الصغرى أنه ذكر هذا من علاماتها، أن يكون السلام للمعرفة [٢].
يعني: لا يسلم الإنسان إلا على من يعرفه
فقط، وذلك لا شك أنه تقصير.
[١] أخرجه البخاري: كتاب الإيمان، باب:
إفشاء السلام من الإسلام (١/ ١٥)، رقم: (٢٨)، ومسلم: كتاب الإيمان، باب: بيان
تفاضل الإسلام، وأي أموره أفضل (١/ ٦٥)، رقم: (٣٩).
[٢] أخرجه أحمد (٦/ ١٧٩)، رقم: (٣٦٦٤).
الْحمْد
لِلَّه ربِّ الْعالمين
اللَّهمَّ اِرْحم مَوْتَانا
مِن المسْلمين واجْمعْنَا بِهم فِي جَنَّات النَّعِيم
تَقبَل اَللَّه مِنَّا
ومنْكم صَالِح الأعْمال
ليست هناك تعليقات: