شرح حديث جابر/ إذا كان يوم عيد خالف الطريق
كتاب الأدب باب استحباب الذهاب إلى
العيد وعيادة المريض والحج والغزو والجنازة ونحوها من طريق الرجوع من طريق آخر
لتكثير مواضع العبادة
شرح العلامة الشيخ محمد بن صالح بن
عثيمين رحمه الله
شرح حديث جابر/ إذا كان يوم عيد خالف
الطريق
شرح
حديث/كان يخرج من طريق الشجرة ويدخل من طريق المعرس
أحاديث رياض الصالحين
باب استحباب الذهاب إلى العيد وعيادة المريض والحج
والغزو والجنازة ونحوها الحديث رقم 723 -724
723
-عن جابر رضي الله عنه قال: كان النبي ﷺ
إذا كان يوم عيد خالف الطريق. رواه البخاري
قوله:
خالف الطريق يعني ذهب في طريق ورجع في طريق آخر
724
-وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ كان يخرج من طريق الشجرة ويدخل من
طريق المعرس وإذا دخل مكة دخل من الثنية العليا ويخرج من الثنية السفلى. متفق عليه
الشرح
ثم
ذكر النووي رحمه الله (باب استحباب مخالفة الطريق في العيد والجمعة وغيرها من
العبادات) ومعنى مخالفة الطريق: أن يذهب إلى العبادة من طريق ويرجع من الطريق
الآخر فمثلا يذهب من الجانب الأيمن ويرجع من الجانب الأيسر وهذا ثابت عن النبي ﷺ في العيدين كما رواه جابر رضي الله عنه كان النبي ﷺ إذا كان يوم عيد خالف الطريق يعني خرج من طريق
ورجع من طريق آخر واختلف العلماء لم كان رسول الله ﷺ
يصنع ذلك؟ فقيل: ليشهد له الطريقان يوم القيامة لأن الأرض يوم القيامة تشهد على ما
عمل فيها من خير وشر كما قال الله تبارك وتعالى: ﴿ يَوْمَئِذٍ
تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا ﴾]سورة الزلزلة:4-5[تشهد
الأرض فتقول عمل على فلان كذا وعمل على فلان كذا فإذا ذهب من طريق ورجع من آخر شهد
له الطريقان يوم القيامة بأنه أدى صلاة العيد وقيل من أجل إظهار الشعيرة شعيرة
العيد حتى تكتظ الأسواق هنا وهناك ومعلوم أن الناس لا يخرجون كلهم من طريق واحد
ويرجعون من طريق واحد تجد هذا يخرج من هذا الطريق وهذا من هذا، هذا من هذا فإذا
انتشر الناس في طرق المدينة صار في هذا إظهار لهذه الشعيرة لأن صلاة العيد من
شعائر الدين والدليل على ذلك أن الناس يؤمرون بالخروج إلى الصحراء إظهارا لذلك
وإعلانا له وبعضهم قال إنما خالف الطريق من أجل المساكين الذين يكونون في الأسواق
قد يكون في هذا الطريق ما ليس في هذا الطريق من المساكن فيتصدق على هؤلاء، وهؤلاء
ولكن الأقرب والله أعلم أنه من أجل إظهار تلك الشعيرة حتى تظهر شعيرة صلاة العيد
بالخروج إليها من جميع سكك البلد ثم اختلفت العلماء رحمهم الله هل يلحق في ذلك
صلاة الجمعة؟ لأن صلاة الجمعة صلاة العيد قالوا: تلحق بصلاة العيدين، فيأتي إلى
الجمعة من طريق ويرجع من طريق آخر ثم توسع بعض العلماء وقالوا: يشرع ذلك أيضا في
الصلوات الخمس فيأتي مثلا في صلاة الظهر من طريق ويرجع من طريق آخر وهكذا صلاة
العصر وبقية الصلوات قالوا: لأن ذلك حضور إلى الصلاة فيقاس على صلاة العيد وتوسع
آخرون فقالوا تشرع مخالفة الطريق في كل تعبد كل عبادة تذهب إليها فاذهب إليها من
طريق وارجع منها من طريق آخر حتى عيادة المريض فإذا عدت مريضا فاذهب إليه من طريق
وارجع من طريق آخر وكذلك إذا شيعت جنازة فاذهب من طريق وارجع من طريق آخر وكل هذه
الأقيسة الثلاثة كلها ضعيفة، لا قياس لصلاة الجمعة على العيدين ولا بقية الصلوات
على العيدين ولا المشي في العبادة على العيدين وذلك لأن العبادات ليس فيها قياس
ولأن هذه الأشياء كانت في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام كان في عهده الجمعة
والصلوات الخمس وعيادة المريض وتشيع الجنائز ولم يحفظ عنه أن كان ﷺ يخالف الطريق في هذا والشيء إذا وجد في عهد الرسول
ﷺ ولم يسن فيه شيئا فالسنة ترك ذلك أما في
الحج فإن الرسول ﷺ خالف الطريق في دخوله إلى
مكة دخل من أعلاها وخرج من أسفلها وكذلك في ذهابه إلى عرفه ذهب من طريق ورجع من
طريق آخر واختلف العلماء أيضا في هذه المسألة هل كان النبي ﷺ فعل ذلك على سبيل التعبد أو لأنه أسهل لدخوله
وخروجه؟ لأنه كان الأسهل لدخوله أن يدخل من الأعلى ولخروجه أن يخرج من الأسفل فمن
من العلماء قال بالأول قال: إنه تدخل من أعلاها أي أعلى مكة وتخرج من أسفلها وسنة
أن تأتي عرفة من طريق وترجع من طريق آخر ومنهم من قال: إن هذا حسب تيسر الطريق،
فاسلك المتيسر سواء من الأعلى أو من الأسفل وعلى كل حال إن تيسر لك أن تدخل من
أعلاها وتخرج من أسفلها فهذا طيب فإن كان ذلك عبادة فقد أدركته وإن لم يكن عبادة
لم يكن عليك ضرر فيه وإن لم يتيسر كما هو الواقع في وقتنا الحاضر حيث إن الطرق قد
وجهت توجيها واحدا ولا يمكن للإنسان أن يخالف فلأمر والحمد لله واسع
الحمد لله رب العالمين
اللهُم ارحم مَوتانا مِن المُسلِمين واجمعنا بهِم فيِ
جَنّات النَعيمْ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
شرح حديث جابر/ إذا كان يوم عيد خالف الطريق
Reviewed by احمد خليل
on
8:06:00 م
Rating:
ليست هناك تعليقات: