Top Ad unit 728 × 90

أخبار المدونة

احاديث نبوية شريفة

شرح الحديث النبوى الشريف ( لا يجري ولد والدا إلا أن يجده مملوكا ) من رياض الصالحين

شرح العلامة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله 
شرح أحاديث رياض الصالحين باب بر الوالدين وصلة الأرحام
شرح - الحديث - النبوى - الشريف - ( - لا - يجري - ولد - والدا - إلا - أن - يجده - مملوكا - ) - من - رياض - الصالحين
شرح الحديث النبوى الشريف ( لا يجري ولد والدا إلا أن يجده مملوكا ) من رياض الصالحين

شرح الحديث النبوى الشريف (  أي العمل أحب إلى الله تعالى ) من رياض الصالحين

جميع احاديث رياض الصالحين موجودة هنا وكلها فى الصحيحين مع الشرح لها على مدونة فذكر


بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه ، أما بعد

الحديث رقم 317 - 318 باب بر الوالدين وصلة الأرحام



قال الله تعالى( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ) ( النساء: 36) ، وقال تعال( وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ) (النساء: 1) وقال تعالى ) وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ) ( الرعد: 21وقال تعالى ) وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً ) (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) (الاسراء: 23 ، 24 ، وقال تعالى ) وَوَصَّيْنَا الْإنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ  )(لقمان:14( .

 317
ـ عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم  أي العمل أحب إلى الله تعالى ؟ قال  الصلاة على وقتها )  قلت : ثم أي ؟ قال( بر الوالدين ) قلت: ثم أي ؟ قال ( الجهاد في سبيل الله ) متفق عليه  (133) .

 318
ـ وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلملا يجري ولد والدا إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه  رواه مسلم(134.



الـشـرح 

قال المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ: باب بر الوالدين وصلة الأرحام .

الوالدان : هما الأب والأم ، وعبر بحق الوالدين بالبر اتباعاً لما جاء في النص ، وعبر عن صلة الأرحام بالصلة ، لأنه هكذا جاء أيضاً بالنص ، والأرحام هم القرابة .

وبر الوالدين من أفضل الأعمال ؛ بل هو الحق الثاني بعد حق الله ورسوله .

وذكر المؤلف رحمه الله ، آيات كثيرة في هذا المعنى كقوله تعالى( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ) [النساء: 36) ، وقوله تعالى(وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ) [الإسراء:23)، 

وقوله تعالى( وَوَصَّيْنَا الْإنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً) [العنكبوت: 8) ، وقوله تعالى :(وَوَصَّيْنَا الْإنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) [لقمان:14) ، وقوله تعالى( إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23)وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً )[الاسراء: 23 ، 24 ( .

وكل هذه الآيات وغيرها تدل على عظم حق الوالدين ، وقد بين الله سبحانه وتعالى حال الأم ، وأنها تحمل ولدها وهنا على وهن : أي ضعفاً على ضعف ، من حين أن تحمل به إلى أن تضعه وهي في ضعف ومشقة وعناء وكذلك عند الوضع كما قال تعالى ) حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً ) [الأحقاف: 15، كل هذا البيان سبب حقها العظيم .

ثم ذكر الله أشد حالة يكون عليها الوالدان فقال تعالى( إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ ) ؛ لأن الوالدين إذا بلغا الكبر ؛ ضعفت نفوسهما ، وصارا عالة على الولد ، ومع ذلك يقول ( إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ) يعني لا تقل إني متضجر منكما ؛ بل عاملهما باللطف والإحسان والرفق ، ولا تنهرهما إذا تكلما ، أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُل يعني : رد عليهما رداً جميلاً لعظم الحق .

ثم ذكر حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال حين سأله عبد الله بن مسعود : أي العمل أحب إلى الله ؟ قال    ) الصلاة على وقتها  (قلت : ثم أي ؟ قال  بر الوالدين ، قلت : ثم أي ؟ قال ) الجهاد في سبيل الله (

فجعل النبي صلى الله عليه وسلم مرتبة البر بالوالدين مقدمة على مرتبة الجهاد في سبيل الله ، قال : ولو استزدته لزادني ، وفي هذا دليل على فضل بر الوالدين .

فإن قال قائل : ما هو البر ؟ قلنا : هو الإحسان إليهما ؛ بالقول والفعل والمال بقدر المستطاع ، اتقوا الله ما استطعتم ، وضد ذلك العقوق .

ثم ذكر الحديث الثاني وهو قول الرسول صلى الله عليه وسلم ) لا يجزي ولد والداً إلا أن يجده مملوكاً فيشتريه فيعتقه  يعني يعتقه بشرائه ؛ لأنه فك أباه من رق العبودية للإنسان ، وهذا الحديث لا يدل على أن من ملك أباه لا يعتق عليه ؛ بل نقول : إن معناه إلا أن يشتريه فيعتقه ، أي فيعتقه بشرائه ؛ لأن الإنسان إذا ملك أباه عتق عليه بمجرد الملك ، ولا يحتاج إلى أن يقول عتقته ، وكذلك إذا ملك أمه تعتق بمجرد الملك ، ولا يحتاج إلى أن يقول عتقتها

الحمد لله رب العالمين

(133) رواه البخاري ، كتاب مواقيت الصلاة ، باب فضل الصلاة لوقتها ، رقم ( 527 ) ، ومسلم ، كتاب الإيمان ، باب بيان كون الإيمان بالله تعالى أفضل الأعمال ، رقم ( 85 ) .

(134) 
رواه مسلم ، كتاب العتق ، باب فضل عتق الولد ، ( 1510 ) . 


اللهُم إِرحَم مَوتانا مِن المُسلِمين وَإجمَعنا بهِم فيِ جَنّات النَعيمْ .
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

لاتحرمنا التعليق
شرح الحديث النبوى الشريف ( لا يجري ولد والدا إلا أن يجده مملوكا ) من رياض الصالحين Reviewed by احمد خليل on 7:15:00 م Rating: 5

ليست هناك تعليقات:

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

يتم التشغيل بواسطة Blogger.